حصدت حديقة الأمير ماجد بجدة الجائزة الأولى في فئة الأثر المجتمعي والمشاركة الشمولية ضمن حفل جوائز لاند سكيب الشرق الأوسط 2025، متفوقةً على أكثر من 300 مشروع من مختلف دول المنطقة. وقد أُقيم الحفل المرموق في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، مسلطاً الضوء على المشاريع الرائدة في مجال تصميم المناظر الطبيعية والتنمية الحضرية المستدامة. يمثل هذا الإنجاز اعترافاً بالجهود المبذولة لتحويل الحديقة إلى مساحة عامة حيوية تخدم جميع فئات المجتمع.

تم الإعلان عن فوز حديقة الأمير ماجد بالجائزة خلال حفل توزيع جوائز لاند سكيب الشرق الأوسط الذي اختتم فعالياته يوم [تاريخ الحفل] في أبو ظبي. تعتبر هذه الجوائز من أهم التكريمات الإقليمية في مجال تصميم المناظر الطبيعية، حيث تحتفي بالمشاريع المبتكرة التي تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية. وتشمل الجوائز فئات متنوعة، بما في ذلك التصميم المعماري للمناظر الطبيعية، والمساحات العامة، والمشاريع السكنية والتجارية.

حديقة الأمير ماجد: نموذج للأثر المجتمعي في جدة

يعكس فوز حديقة الأمير ماجد بالجائزة التزاماً قوياً بتوفير مساحات عامة شاملة ومتاحة للجميع. تهدف الحديقة إلى أن تكون نقطة التقاء للمجتمع، حيث يمكن للأفراد من مختلف الأعمار والخلفيات الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية. وقد تم تصميم الحديقة بعناية لتلبية احتياجات جميع الزوار، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.

عناصر المشاركة الشمولية في تصميم الحديقة

ركز تصميم الحديقة على مبادئ المشاركة الشمولية، حيث تم إشراك أفراد المجتمع المحلي في عملية التخطيط والتطوير. وقد تم تنظيم ورش عمل واستطلاعات رأي لجمع آراء واقتراحات السكان حول الميزات والخدمات التي يرغبون في رؤيتها في الحديقة. ونتيجة لذلك، تضم الحديقة مجموعة متنوعة من المرافق، مثل مناطق لعب الأطفال، ومسارات المشي، والمقاعد المريحة، والمساحات الخضراء الواسعة.

بالإضافة إلى ذلك، تولي الحديقة اهتماماً خاصاً بتوفير فرص للتعليم والتوعية البيئية. وتضم الحديقة حديقة نباتية صغيرة تعرض مجموعة متنوعة من النباتات المحلية، بالإضافة إلى لوحات معلوماتية توفر معلومات عن أهمية الحفاظ على البيئة. كما تنظم الحديقة بانتظام فعاليات وورش عمل تعليمية للأطفال والبالغين.

الأثر المجتمعي الملحوظ

وفقاً لتقارير بلدية جدة، شهدت الحديقة منذ افتتاحها إقبالاً كبيراً من السكان المحليين والزوار. وقد ساهمت الحديقة في تعزيز التماسك الاجتماعي وتحسين الصحة العامة للسكان. كما أدت إلى زيادة النشاط الاقتصادي في المنطقة المحيطة، حيث ازداد الإقبال على المحلات التجارية والمقاهي القريبة.

يعتبر هذا الفوز بمثابة اعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه المساحات العامة في تعزيز جودة الحياة في المدن. وتشير الدراسات إلى أن توفير مساحات خضراء ومناطق ترفيهية يمكن أن يساهم في تقليل التوتر والقلق وتحسين الصحة النفسية للسكان. المساحات الخضراء تلعب دوراً هاماً في التنمية المستدامة للمدن.

ومع ذلك، يواجه تطوير المناطق الترفيهية في المملكة العربية السعودية تحديات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الصيانة والحاجة إلى توفير الأمن والسلامة للزوار. وتعمل الجهات الحكومية والخاصة على إيجاد حلول مبتكرة لهذه التحديات، مثل استخدام تقنيات الري الحديثة وتوفير كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار.

التصميم المستدام للمناظر الطبيعية هو أيضاً جانب مهم في تطوير الحدائق والمساحات العامة. ويشمل ذلك استخدام النباتات المحلية التي تتكيف مع المناخ المحلي وتقليل الاعتماد على المياه والمبيدات الحشرية. كما يشمل تصميم الحديقة بطريقة تقلل من استهلاك الطاقة وتعزز التنوع البيولوجي.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن خطط لتطوير المزيد من الحدائق والمساحات العامة في مختلف مناطق المملكة. وتهدف هذه الخطط إلى توفير بيئة صحية ومريحة للسكان وتعزيز التنمية المستدامة. وتشمل الخطط إنشاء حدائق جديدة وتطوير الحدائق القائمة وتوفير المرافق والخدمات اللازمة للزوار.

من المتوقع أن تعلن بلدية جدة عن تفاصيل حول خططها المستقبلية لتطوير حديقة الأمير ماجد خلال الأشهر القادمة. وتشمل هذه الخطط إضافة المزيد من المرافق والخدمات وتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة لجذب المزيد من الزوار. يبقى التحدي في الحفاظ على جودة الحديقة وتوفير الصيانة اللازمة لضمان استمرارها في خدمة المجتمع لسنوات قادمة. سيراقب المراقبون عن كثب ميزانية الصيانة المقترحة والجدول الزمني لتنفيذ التحسينات المخطط لها.

شاركها.