كشفت دراسة حديثة عن الفوائد الصحية المحتملة لـ حبة البركة في خفض مستويات الدهون في الدم، مما قد يساهم في الوقاية من أمراض القلب. أجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة أوساكا متروبوليتان اليابانية، ونشرت نتائجها في مجلة علوم الغذاء والتغذية في سبتمبر الماضي. وتأتي هذه النتائج لتؤكد ما يعرفه الكثيرون عن هذه البذور كعلاج تقليدي.

تعتبر حبة البركة، التي تنمو في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، من النباتات الطبية التقليدية المستخدمة منذ قرون. وتشتهر بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، وهي الآن قيد الدراسة لفوائدها المحتملة في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. تستخدم هذه البذور في العديد من الثقافات كعلاج طبيعي لمجموعة متنوعة من الأمراض.

حبة البركة وخفض مستويات الدهون في الدم

أظهرت الدراسة أن تناول 5 غرامات من مسحوق بذور حبة البركة يوميًا لمدة 8 أسابيع أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الكلي لدى المشاركين. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ ارتفاع في مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).

هذه التحسينات في مستويات الدهون في الدم ترتبط بشكل مباشر بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. وتشير الإحصائيات إلى أن ارتفاع الكوليسترول الضار يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

آلية عمل حبة البركة

لم يقتصر الباحثون على التجارب السريرية على البشر، بل أجروا أيضًا تجارب خلوية لفهم الآليات التي تكمن وراء هذه النتائج الإيجابية. ووجدوا أن مستخلص بذور حبة البركة السوداء يثبط عملية تكوين الخلايا الدهنية ونضجها، وذلك من خلال منع تراكم قطرات الدهون وعملية التمايز.

وبحسب الدكتورة أكيكو كوجيما يواسا، الأستاذة المساعدة في كلية الدراسات العليا للحياة البشرية والبيئة، فإن هذه الدراسة تشير بقوة إلى أن بذور حبة البركة السوداء يمكن أن تكون غذاءً وظيفيًا فعالاً في الوقاية من السمنة والأمراض المرتبطة بنمط الحياة. وأضافت أن النتائج كانت مشجعة للغاية، حيث أظهرت حبة البركة تأثيرات ملموسة في خفض مستويات الدهون في الدم.

تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك، فإن أي تدخل غذائي يمكن أن يساعد في مكافحة السمنة يعتبر خطوة مهمة نحو تحسين الصحة العامة.

بالإضافة إلى تأثيرها على مستويات الدهون في الدم، تشير بعض الدراسات إلى أن حبة البركة قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، مما يجعلها مفيدة أيضًا لمرضى السكري. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد.

تعتبر الدهون الصحية جزءًا أساسيًا من نظام غذائي متوازن، ولكن الإفراط في تناول الدهون المشبعة والمتحولة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك، من المهم اختيار مصادر الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات، والحد من تناول الدهون غير الصحية.

تعتبر التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم من أهم العوامل التي تساهم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب تناول الأطعمة الغنية بالمواد المغذية، مثل حبة البركة، دورًا في دعم صحة القلب.

تخطط الدكتورة أكيكو وفريقها لإجراء تجارب سريرية طويلة الأمد وواسعة النطاق لتقييم الآثار طويلة المدى لحبة البركة السوداء على عملية الأيض، وخاصةً تأثيرها على مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري والعلامات الالتهابية. ومن المتوقع أن تبدأ هذه التجارب في العام المقبل، وستساعد في تحديد ما إذا كانت حبة البركة يمكن أن تكون جزءًا فعالاً من استراتيجية شاملة لإدارة الأمراض المزمنة.

في الختام، تشير الأبحاث الأولية إلى أن حبة البركة قد تكون إضافة قيمة للنظام الغذائي، خاصةً للأشخاص الذين يسعون إلى تحسين مستويات الدهون في الدم ودعم صحة القلب. ومع ذلك، من المهم إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد وتحديد الجرعة المثالية وطريقة الاستخدام.

شاركها.