تستعد مدينة جدة التاريخية للكشف عن مجموعة جديدة من العروض السياحية والتجارب التفاعلية في المعرض العالمي للسياحة، بهدف تعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية رائدة. وتسعى وزارة الثقافة السعودية من خلال هذه المشاركة إلى تسليط الضوء على جهود الترميم والتأهيل المستمرة التي تشهدها جدة التاريخية، وجذب المزيد من الزوار والمهتمين بالتراث والثقافة.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه جدة التاريخية تحولاً ملحوظاً، مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية والخاصة. ويشارك في المعرض، الذي يقام حالياً، ممثلون عن وزارة الثقافة وعدد من الجهات المعنية بالسياحة والتراث في المملكة العربية السعودية. وقد اجتذب المعرض في دورته الماضية أكثر من 40 ألف متخصص في مجالي السياحة والسفر من مختلف أنحاء العالم.
تطوير تجربة الزائر في جدة التاريخية
تركز خطط التطوير على تقديم تجارب سياحية فريدة ومتنوعة للزوار، تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وتشمل هذه الخطط إطلاق مسارات سياحية جديدة يقودها مرشدون سياحيون متخصصون، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة لتعزيز تجربة التعرف على تاريخ المنطقة.
مسارات سياحية متخصصة
من بين أبرز هذه المسارات، مسار الحج التاريخي الذي يركز على الدور التاريخي لجدة كبوابة للحرمين الشريفين. ويضم هذا المسار عشرة مواقع أثرية مرتبطة بمسار الحج عبر العصور، حيث يتم سرد تاريخها بأسلوب قصصي مشوق وموثق. بالإضافة إلى ذلك، هناك مسارات أخرى تتيح للزوار استكشاف جوانب مختلفة من جدة التاريخية.
التقنية في خدمة التراث
تعتمد وزارة الثقافة على التقنية لتقديم تجربة تفاعلية للزوار. فعلى سبيل المثال، يمكن للزوار استخدام تقنية المسح الضوئي (QR code) للتعرف على المكتشفات الأثرية وكأنهم في متحف داخل جدة التاريخية. وهذا يتيح لهم رؤية القطع الأثرية والتحف النادرة، والتعرف على تاريخ المواقع وأهميتها المعمارية.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم باقات سياحية خاصة بمتحف تيم لاب بلا حدود، الذي يجمع بين الفنون الرقمية الحديثة وثراء جدة التاريخية. وتهدف هذه الباقات إلى تقديم تجربة فريدة ومبتكرة للزوار.
الترويج العالمي لجدة التاريخية
تسعى وزارة الثقافة إلى الترويج لجدة التاريخية على المستوى العالمي من خلال منصات رقمية مختلفة. وقد تم إطلاق صفحة خاصة لجدة التاريخية على منصة جوجل للفنون والثقافة، والتي تعرض جولات افتراضية ومعلومات تفصيلية عن معالم المنطقة وتراثها. وهذا يساعد على زيادة الوعي بجدة التاريخية وجذب المزيد من الزوار الدوليين.
وتشمل جهود الترويج أيضاً المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة في السياحة والثقافة. وتهدف هذه المشاركات إلى بناء شراكات مع الجهات المعنية في قطاع السياحة، وتبادل الخبرات والمعرفة.
أهمية السياحة الثقافية في جدة
تعتبر السياحة الثقافية من أهم الركائز الأساسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتسعى المملكة إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تطوير قطاع السياحة وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال. السياحة الثقافية تلعب دوراً حيوياً في تحقيق هذه الأهداف، حيث تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.
وتتميز جدة التاريخية بتاريخها العريق وتراثها الغني، مما يجعلها وجهة سياحية جاذبة للزوار من مختلف أنحاء العالم. وتضم المدينة العديد من المعالم التاريخية والأثرية، مثل باب المكة، والبلد، ومسجد العثمان بن عفان، وغيرها. هذه المعالم تعكس تاريخ جدة كمركز تجاري وثقافي هام على مر العصور.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز جدة التاريخية بموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية. وهذا يزيد من جاذبيتها السياحية ويجعلها وجهة مفضلة للزوار.
وتشير التقارير إلى أن قطاع التراث يشهد نمواً متزايداً في المملكة العربية السعودية، وأن هناك اهتماماً متزايداً من قبل الزوار بالتعرف على تاريخ وثقافة البلاد. وهذا يعزز أهمية الاستثمار في تطوير المواقع التاريخية والأثرية، وتقديم تجارب سياحية فريدة ومبتكرة.
من المتوقع أن تعلن وزارة الثقافة عن تفاصيل إضافية حول خطط تطوير جدة التاريخية في الأشهر القادمة، بما في ذلك المواعيد النهائية لإنجاز المشاريع الجديدة. وسيكون من المهم متابعة التقدم المحرز في هذه المشاريع، وتقييم تأثيرها على قطاع السياحة والاقتصاد المحلي. كما يجب مراقبة التحديات التي قد تواجه عملية التطوير، والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.






