شهد جبل الرحمة في مشعر عرفات إقبالاً متزايداً من الزوار، حيث تجاوز عدد الزوار اليومي 10 آلاف زائر في المتوسط. يأتي هذا الاهتمام في ظل جهود تطوير المشاعر المقدسة التي تبذلها كدانة للتنمية والتطوير، الذراع التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف إثراء تجربة الحجاج والمعتمرين والزوار على مدار العام. ويعتبر هذا التدفق الزيادي مؤشراً على نجاح خطط التطوير في جعل المشاعر المقدسة وجهة جاذبة للزوار.

يقع جبل الرحمة في مشعر عرفات، على بعد حوالي 20 كيلومترًا شرق مكة المكرمة. وقد شهد المشعر توافد الزوار بشكل مستمر خلال الأشهر الأخيرة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا الموقع التاريخي والديني الهام. وتشير التقارير إلى أن الزيادة في أعداد الزوار تأتي بالتزامن مع حملات توعية بأهمية المشاعر المقدسة وتاريخها.

تطوير جبل الرحمة كوجهة سياحية دينية

تأتي هذه الزيادة في أعداد الزوار في إطار خطة شاملة لتطوير المشاعر المقدسة، تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم. كدانة للتنمية والتطوير، بصفتها الذراع التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع في مشعر عرفات، بما في ذلك تطوير البنية التحتية، وتحسين وسائل النقل، وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة.

جهود كدانة للتنمية والتطوير

تركز كدانة على عدة جوانب في تطوير جبل الرحمة والمشاعر المقدسة بشكل عام. وتشمل هذه الجوانب تحسين الطرق والممرات، وتوفير مواقف للسيارات، وإنشاء مناطق مظللة، وتوفير دورات مياه، وتركيب لوحات إرشادية، وتوفير خدمات الإسعافات الأولية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل كدانة على تطوير الخدمات الثقافية والتوعوية، من خلال تنظيم المعارض والمحاضرات والفعاليات التي تهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ المشاعر المقدسة وأهميتها الدينية.

أكدت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وفقًا لبياناتها الرسمية، على أهمية الاستثمار في تطوير المشاعر المقدسة، مشيرة إلى أن ذلك يهدف إلى تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تركز على تنويع مصادر الدخل، وتعزيز السياحة الدينية والثقافية. وتعتبر المشاعر المقدسة من أهم الوجهات السياحية الدينية في العالم، حيث تستقبل ملايين الزوار سنويًا.

بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية، تعمل كدانة على تحسين تجربة الزائر من خلال توفير خدمات رقمية متطورة. وتشمل هذه الخدمات تطبيقات للهواتف الذكية توفر معلومات عن المشاعر المقدسة، وخرائط تفاعلية، وخدمات حجز الفنادق والنقل، وخدمات الترجمة. تهدف هذه الخدمات إلى تسهيل عملية الزيارة على الزوار، وتوفير الوقت والجهد عليهم.

ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التحديات التي تواجه عملية تطوير المشاعر المقدسة. وتشمل هذه التحديات محدودية المساحات المتاحة، والازدحام المروري، والحاجة إلى توفير المزيد من الخدمات والمرافق. وتعمل كدانة على معالجة هذه التحديات من خلال التخطيط الدقيق، والتنسيق مع الجهات المعنية، واستخدام أحدث التقنيات.

تأثير تطوير جبل الرحمة يتجاوز الجانب الديني والسياحي ليشمل الجانب الاقتصادي. فقد أدى تدفق الزوار إلى زيادة الطلب على الخدمات الفندقية والنقل والمطاعم والمتاجر، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة. وتشير التقديرات إلى أن قطاع السياحة الدينية يساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية.

تعتبر المشاعر المقدسة، بما في ذلك جبل الرحمة، جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والدينية للمملكة العربية السعودية. وتحرص المملكة على الحفاظ على هذه المشاعر، وتطويرها، وتوفير كافة الخدمات اللازمة لزوارها. وتعتبر هذه الجهود تعبيرًا عن التزام المملكة بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن تستمر كدانة للتنمية والتطوير في تنفيذ المزيد من المشاريع في مشعر عرفات، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للزوار، وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم. وتشمل هذه المشاريع تطوير المزيد من الطرق والممرات، وإنشاء المزيد من المناطق المظللة، وتوفير المزيد من دورات المياه، وتركيب المزيد من اللوحات الإرشادية. كما من المتوقع أن يتم إطلاق المزيد من الخدمات الرقمية المتطورة، بهدف تسهيل عملية الزيارة على الزوار. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المشاريع يعتمد على التنسيق الفعال بين جميع الجهات المعنية، وتوفير التمويل اللازم، ومعالجة التحديات التي تواجه عملية التطوير. وستراقب الهيئة الملكية عن كثب التقدم المحرز في هذه المشاريع، وتقييم تأثيرها على تجربة الزائر.

شاركها.