برز جبل الرحمة في مكة المكرمة كوجهة حيوية لسكان المدينة وزوارها، وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطوير شامل يهدف إلى تحويله إلى متنفس عام وموقع سياحي متاح على مدار السنة. يأتي هذا التطوير ضمن فعاليات “شتاء مكة المكرمة” التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والترفيه، مع التأكيد على الحفاظ على الأهمية الدينية والتاريخية للموقع. وقد شهد الموقع إقبالاً ملحوظاً من العائلات والشباب منذ افتتاحه.

يقع جبل الرحمة في منى، وهو المكان الذي ألقى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع في حجة الوداع. تم الانتهاء من أعمال التطوير في ديسمبر 2023، وتضمنت إنشاء مساحات خضراء واسعة، وممرات للمشاة، ومناطق جلوس، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للموقع. يهدف المشروع إلى تعزيز تجربة الزوار وتوفير بيئة مريحة وآمنة للاستمتاع بجمال المنطقة.

تطوير جبل الرحمة: وجهة سياحية جديدة في مكة المكرمة

لم يكن جبل الرحمة في السابق موقعًا مجهزًا لاستقبال الزوار بشكل دائم، حيث كان يقتصر استخدامه على فترة الحج. أدركت الهيئة العامة للسياحة والترفيه، بالتعاون مع الجهات المعنية في مكة المكرمة، الحاجة إلى تطوير المواقع الدينية والتاريخية لتصبح وجهات سياحية جاذبة على مدار العام. هذا التوجه يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع السياحي.

أهداف مشروع التطوير

تضمنت أهداف مشروع تطوير جبل الرحمة عدة جوانب رئيسية. أولاً، تحسين البنية التحتية للموقع لتوفير الخدمات الأساسية للزوار، مثل دورات المياه، ومواقف السيارات، والإضاءة. ثانياً، إنشاء مساحات خضراء ومناطق جلوس لتعزيز الجانب الترفيهي للموقع. ثالثاً، الحفاظ على الطابع الديني والتاريخي للمكان، وعدم إجراء أي تعديلات تؤثر على قدسيته.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى جذب المزيد من السياح إلى مكة المكرمة، وتوفير فرص عمل جديدة لسكان المدينة. وتشير التقارير إلى أن قطاع السياحة يشهد نموًا متزايدًا في المملكة العربية السعودية، وأن تطوير المواقع الدينية والتاريخية يلعب دورًا هامًا في هذا النمو. كما يساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة كوجهة سياحية عالمية.

وقد تم تنفيذ أعمال التطوير مع مراعاة أعلى معايير الجودة والسلامة، وذلك لضمان توفير تجربة ممتعة وآمنة للزوار. استخدمت في المشروع مواد بناء صديقة للبيئة، وتم تطبيق تقنيات حديثة في تصميم وتنفيذ المساحات الخضراء. كما تم تركيب كاميرات مراقبة لضمان أمن الموقع.

لم يقتصر التطوير على جبل الرحمة وحده، بل شمل أيضًا تطوير المناطق المحيطة به، مثل منى والمسجد الحرام. وقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الأخرى في هذه المناطق، بما في ذلك توسعة المسجد الحرام، وتطوير شبكة الطرق، وتحسين خدمات النقل العام. تهدف هذه المشاريع إلى تسهيل حركة الزوار والحجاج، وتوفير بيئة مريحة وآمنة لهم.

وتشير البيانات الأولية إلى أن المشروع قد حقق نجاحًا كبيرًا في جذب الزوار. وقد شهد الموقع إقبالاً ملحوظاً من العائلات والشباب، الذين عبروا عن إعجابهم بالتطويرات التي تمت. وتتوقع الهيئة العامة للسياحة والترفيه أن يستمر الإقبال على الموقع في المستقبل، وأن يصبح جبل الرحمة من أهم الوجهات السياحية في مكة المكرمة.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير المواقع الدينية والتاريخية في مكة المكرمة. أحد هذه التحديات هو الحفاظ على التوازن بين تطوير المواقع وتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين. يتطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا فعالًا بين جميع الجهات المعنية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدي الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للمواقع. يجب أن يتم تطوير المواقع بطريقة تحترم تاريخها وثقافتها، ولا تؤدي إلى طمس معالمها الأصلية.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من المشاريع التطويرية في مكة المكرمة، بهدف تحسين تجربة الزوار والحجاج. وتشير التوقعات إلى أن هذه المشاريع ستساهم في زيادة عدد السياح والحجاج الذين يزورون المدينة، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تأثير هذه التطورات على البنية التحتية للمدينة وعلى الخدمات المقدمة للزوار.

شاركها.