حققت جامعة حائل إنجازًا بارزًا في مجال الرعاية الصحية، حيث فازت بالمركز الأول في مسابقة التثقيف الدوائي التي أقيمت ضمن فعاليات مؤتمر الممارسة الصيدلانية في المستشفيات السابع (IHOP7). يأتي هذا الفوز في سياق الجهود المتزايدة لتعزيز دور الصيدلي في تقديم الرعاية المثلى للمرضى، وتحسين جودة الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية. وقد أقيم المؤتمر في الرياض خلال الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر 2025، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء في هذا المجال.
نظمت وزارة الصحة المؤتمر، ممثلة بالإدارة العامة للرعاية الصيدلانية، وشهد حضورًا مكثفًا من المتخصصين في الممارسة الصيدلانية من مختلف أنحاء المملكة وخارجها. ركز المؤتمر على أحدث التطورات في مجال الصيدلة السريرية، وإدارة الأدوية، ودور الصيدلي في الوقاية من الأخطاء الدوائية، بالإضافة إلى التثقيف الدوائي للمرضى وأفراد المجتمع. فوز جامعة حائل يعكس التزامها بتطوير الكفاءات الوطنية في هذا القطاع الحيوي.
أهمية التثقيف الدوائي ودور جامعة حائل
يُعد التثقيف الدوائي جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية الشاملة، حيث يساهم في تمكين المرضى من فهم أدويتهم بشكل صحيح، وكيفية استخدامها بفعالية وأمان. وفقًا للوزارة، فإن رفع مستوى الوعي الدوائي لدى المرضى يقلل من احتمالية حدوث أخطاء دوائية، ويحسن من نتائج العلاج، ويقلل من التكاليف الصحية المرتبطة بالعلاج غير الفعال.
شاركت جامعة حائل في المؤتمر بفريق متخصص من كليات الصيدلة والعلوم الصحية، وقدمت عرضًا متميزًا في مسابقة التثقيف الدوائي. تضمن العرض أساليب مبتكرة لتقديم المعلومات الدوائية للمرضى، مع التركيز على تبسيط المصطلحات الطبية، واستخدام الوسائل المرئية والتعليمية التفاعلية. كما ركز الفريق على أهمية التواصل الفعال بين الصيدلي والمريض، والاستماع إلى احتياجاتهم ومخاوفهم.
معايير التقييم في المسابقة
اعتمدت لجنة التحكيم في المسابقة على عدة معايير لتقييم المشاركات، بما في ذلك دقة المعلومات الدوائية المقدمة، ووضوحها، وسهولة فهمها من قبل المرضى. كما تم تقييم قدرة المشاركين على التعامل مع الحالات المختلفة، وتقديم النصائح والإرشادات المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، تم الأخذ في الاعتبار الإبداع والابتكار في أساليب التثقيف المستخدمة.
دور وزارة الصحة في دعم التثقيف الدوائي
تولي وزارة الصحة اهتمامًا بالغًا بتطوير برامج التثقيف الدوائي، وتوفير التدريب اللازم للعاملين في القطاع الصحي. أطلقت الوزارة العديد من المبادرات لرفع مستوى الوعي الدوائي لدى المجتمع، من خلال تنظيم حملات توعية، وورش عمل، ومؤتمرات علمية. كما تعمل الوزارة على تطوير الأدلة الإرشادية والمواد التعليمية التي تساعد المرضى على فهم أدويتهم بشكل أفضل.
تأثير الفوز على جامعة حائل والمملكة
يمثل فوز جامعة حائل في هذه المسابقة اعترافًا بمستوى التعليم والبحث العلمي المتقدم الذي تقدمه الكلية في مجال الصيدلة. من المتوقع أن يشجع هذا الإنجاز الجامعة على مواصلة جهودها في تطوير المناهج الدراسية، وتوفير التدريب العملي للطلاب، وإعدادهم ليصبحوا صيادلة مؤهلين قادرين على تقديم رعاية صحية متميزة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الفوز يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتطوير قطاع الرعاية الصحية، وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين. تعتبر الصيدلة جزءًا لا يتجزأ من هذا القطاع، ودور الصيدلي في التثقيف الدوائي والرعاية الصيدلانية أمر بالغ الأهمية.
تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز الصحة والرفاهية للمجتمع. وتشمل هذه الرؤية تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية، وزيادة الكفاءة في تقديم الخدمات، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين في القطاع الصحي.
في سياق متصل، تشير التقارير إلى زيادة الوعي بأهمية الاستخدام الرشيد للأدوية في المملكة، وذلك بفضل الجهود المشتركة التي تبذلها وزارة الصحة والجامعات والمؤسسات الصحية الأخرى. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين، خاصة فيما يتعلق ببعض الفئات السكانية التي تحتاج إلى مزيد من التثقيف والتوعية.
من الجدير بالذكر أن مؤتمر الممارسة الصيدلانية في المستشفيات (IHOP) يعتبر من أهم الفعاليات العلمية في مجال الصيدلة السريرية في المنطقة. ويجمع المؤتمر نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الخبرات والمعرفة، ومناقشة أحدث التطورات في هذا المجال.
الآن، من المتوقع أن تقوم جامعة حائل بتطوير خطة عمل لتعميم أفضل الممارسات التي تم عرضها في المسابقة على نطاق أوسع، وتدريب المزيد من الطلاب والعاملين في القطاع الصحي على أساليب التثقيف الدوائي الفعالة. سيتم تقييم تأثير هذه الخطة خلال العام المقبل، وقد يتم إجراء تعديلات عليها بناءً على النتائج. من المهم متابعة التطورات في هذا المجال، والاطلاع على أحدث الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتثقيف الدوائي.






