توقّع مكتب استشارات مقره موسكو أن يبقى إنتاج وصادرات روسيا من النفط مستقراً هذا العام، رغم مرور القطاع بأصعب مرحلة منذ جائحة كورونا.

وقالت شركة “كاساتكين كونسالتنغ” في تقرير أرسل عبر البريد الإلكتروني الأربعاء، إن إنتاج روسيا من النفط الخام والمكثفات سيظل عند 10.3 مليون برميل يومياً هذا العام، على أن يرتفع إلى 10.4 مليون برميل يومياً خلال العامين المقبلين. كما توقعت أن تبقى الصادرات عند 4.8 مليون برميل يومياً. وتضم الشركة موظفين سابقين في “ديلويت” في المنطقة.

الشريك الإداري دميتري كاساتكين أكد أن “القطاع يمر بأصعب فترة منذ عام 2020″، في ظل تدهور ظروف الإنتاج، ونقص الكوادر البشرية، والفجوات في المعدات التكنولوجية، وارتفاع تركّز الدول المستوردة للنفط الروسي، والعوائق الفنية أمام الصادرات.

التكيف مع العقوبات الغربية

يُعد قطاع النفط ركيزة أساسية لإيرادات روسيا، وقد شكّل هدفاً رئيسياً للعقوبات الغربية منذ الحرب على أوكرانيا مطلع 2022، إذ سعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى الحد من تمويل الرئيس فلاديمير بوتين للحرب.

وتكيّفت موسكو مع حظر الاستيراد الأوروبي وسقوف الأسعار التي فرضتها مجموعة السبع عبر إعادة توجيه صادراتها، بشكل رئيسي إلى الصين والهند وتركيا، فضلاً عن تقديم خصومات واسعة للمشترين وبناء أسطول “ظل” كبير من الناقلات.

اقرأ أيضاً: “روسنفت”: العقوبات الأوروبية على مصفاة النفط “نايارا” الهندية “غير مبررة”

أسعار منخفضة وروبل قوي

تضاف أسعار النفط العالمية المنخفضة وقوة الروبل إلى التحديات التي تواجه المنتجين الروس. فقد انخفض سعر خام “الأورال”، الدرجة التصديرية الأساسية لروسيا، متأثراً بتراجع المؤشرات العالمية، وسط مخاوف من فائض عالمي.

وفي الوقت ذاته، يعيد تحالف “أوبك+” الإمدادات إلى السوق بوتيرة أسرع من المتوقع. كما أن قوة العملة الروسية تعني أن كل برميل مباع يدر إيرادات أقل بالعملة المحلية للمنتجين.

وتتوقع “كاساتكين كونسالتنغ” أن يتراجع متوسط سعر خام “الأورال” بأكثر من 13% ليصل إلى 59 دولاراً للبرميل هذا العام، مع استحواذ الضرائب على نحو 42% من السعر.

ورغم أن إيرادات الشركات الروسية الكبرى يُتوقع أن تنخفض بأكثر من 10% هذا العام بسبب تلك التحديات، فإنها ستواصل الاستثمار في الإنتاج، بحسب تقديرات الشركة.

شاركها.