أعلنت شركة إنفيديا كورب، الرائدة عالميًا في مجال تصنيع الرقائق، عن توقعاتها بتحقيق إيرادات قوية في الربع المالي الحالي، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بتباطؤ الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. وتتوقع الشركة أن تصل مبيعاتها إلى حوالي 65 مليار دولار أمريكي للربع الرابع من عامها المالي، والذي ينتهي في يناير، وفقًا لبيان صدر يوم الأربعاء. يُظهر هذا النمو المستمر الطلب القوي على حلول إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء هذا الإعلان بعد فترة من التساؤلات حول استدامة النمو الهائل في قطاع الذكاء الاصطناعي، خاصةً مع ارتفاع تكاليف تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. رد الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، على هذه المخاوف الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن الشركة لديها أكثر من 500 مليار دولار من الإيرادات المحتملة في الأفق. وقد ساعدت هذه التصريحات في استعادة ثقة المستثمرين.
أداء إنفيديا المذهل في سوق الذكاء الاصطناعي
يعد هذا الأداء القوي بمثابة قفزة نوعية لشركة إنفيديا، حيث من المتوقع أن تكون مبيعاتها الحالية أعلى بعشرة أضعاف تقريبًا مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تتجاوز أرباح إنفيديا السنوية الصافية مجتمعة مبيعات شركتي إنتل وأدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD).
التحديات التي تواجه الشركة
على الرغم من النجاح الذي حققته، تواجه إنفيديا بعض التحديات. تشمل هذه التحديات القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، مما أثر على الوصول إلى سوق كبير ومهم. وتسعى الشركة بضغط على الحكومة الأمريكية للتخفيف من هذه القيود.
كما أثيرت تساؤلات حول هيكلة بعض الصفقات الاستثمارية الضخمة التي أبرمتها إنفيديا مع شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل OpenAI و Anthropic. يثير البعض مخاوف من أن هذه الاستثمارات قد تخلق طلبًا اصطناعيًا على أجهزة الحوسبة الخاصة بالشركة. ومع ذلك، نظرت الشركة إلى هذه الشراكات على أنها استراتيجية لتعزيز مكانتها في السوق.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت إنفيديا بالشراكة مع شركة مايكروسوفت عن استثمار يصل إلى 15 مليار دولار في Anthropic. وتعهدت Anthropic بشراء قدرات حوسبة بقيمة 30 مليار دولار من خلال خدمة Azure السحابية لمايكروسوفت، مع التعاون مع مهندسي إنفيديا لتحسين الرقائق ونماذج الذكاء الاصطناعي. يمثل هذا الاستثمار شراكة استراتيجية تهدف إلى دفع الابتكار في هذا المجال.
المنافسة تشتد في سوق الرقائق
تشهد سوق الذكاء الاصطناعي منافسة متزايدة من شركات أخرى. أعربت AMD عن تفاؤلها بشأن نمو أعمالها في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى إطلاق منتجات جديدة في المستقبل القريب. كما أعلنت شركات مثل برودكوم وكوالكوم عن شراكات مع مستخدمين رئيسيين لرقائق إنفيديا. يجري مشغلو مراكز البيانات أيضًا دراسة استخدام المزيد من التصميمات الداخلية لتقليل اعتمادهم على إنفيديا.
لكن إنفيديا تسعى أيضًا إلى توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية. انطلق الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ في جولة عالمية لإقناع الحكومات والشركات بتبني تقنيات الشركة. ويعتبر هذا التوسع ضروريًا للحفاظ على مكانة إنفيديا الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأسست إنفيديا في عام 1993، وأصبحت رائدة في مجال إنتاج الرقائق الرسومية المستخدمة في تطوير ألعاب الكمبيوتر. تعتبر AMD المنافس الرئيسي الوحيد لإنفيديا في هذا القطاع. وقد حققت إنفيديا هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تكييف بنيتها الأساسية للرقائق لمعالجة كميات هائلة من البيانات، مما ساعد الباحثين على تطوير برامج قادرة على منافسة القدرات البشرية. حاليًا، تسيطر إنفيديا على أكثر من 90% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.
يرجع جزء من نجاح إنفيديا إلى تركيزها على تطوير حلول متكاملة، بما في ذلك الشبكات والبرمجيات والخدمات الأخرى. يساعد هذا التكامل على تعزيز تفوقها التنافسي في السوق. ومن المتوقع أن يستمر هذا النهج في تحقيق نتائج إيجابية للشركة في المستقبل.
يتوقع المحللون أن تستمر إنفيديا في لعب دور محوري في تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يجب على الشركة الاستمرار في معالجة التحديات المتعلقة بالتنظيم والمنافسة والاستثمار للاحتفاظ بمكانتها الرائدة. ستكون النتائج المالية للربع الأول من العام المقبل، والمقرر الإعلان عنها في مايو، مؤشرًا رئيسيًا على مدى نجاح إنفيديا في تحقيق هذه الأهداف.





