تستعد النرويج لتداعيات الإعلان المرتقب عن الفائز بجائزة نوبل للسلام، يوم الجمعة، في وقت تواجه ضغوطاً متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته لمنحه الجائزة.

تخلّلت حملة ترمب الشرسة للفوز بالجائزة تصريحات علنية أكد فيها أحقيته بها واتصالات بمسؤولين نرويجيين، وقد تصاعدت وتيرتها مع إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس واحتمال التوصل إلى اتفاق سلام.

إريك ترمب، نجل الرئيس، نشر تغريدة على منصة “إكس” مساء الخميس دعا فيه متابعيه إلى إعادة مشاركتها إن كانوا يرون أن والده “يستحق جائزة نوبل للسلام”. وفي الوقت نفسه تقريباً، نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض صورة لترمب مرفقة بلقب: “رئيس السلام”.

اتفاق السلام في الشرق الأوسط

سلّطت حملة ترمب الضوء على أوسلو، ووضعتها في موقف محرج، في ظل تحذير وسائل الإعلام ومراقبين من تداعيات دبلوماسية واقتصادية محتملة في حال تجاهلت اللجنة النرويجية ترمب. ومع ذلك، تتزايد المؤشرات على أن الضغوط التي مارسها أتت بنتائج عكسية.

اقرأ أيضاً: العربي عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء

وقال يورغن فاتنه فريدنيس، رئيس اللجنة المستقلة، لصحيفة “VG” النرويجية، إن القرار حول جائزة هذا العام اتُخذ يوم الإثنين. كما أشار في تصريحات لهيئة الإذاعة النرويجية “NRK” إلى أن أي اتفاق سلام محتمل في الشرق الأوسط سيُنظر فيه عند منح الجائزة العام المقبل.

من جانبه، جدّد وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، التأكيد على أن الحكومة لا تتدخل في قرارات لجنة نوبل.

مصالح النرويج التجارية

أُغلق باب الترشيحات لجائزة نوبل للسلام لعام 2025 في 31 يناير، بعد فترة وجيزة من عودة ترمب إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، لا يزال في الأذهان فوز الرئيس الأسبق باراك أوباما بالجائزة عام 2009 بعد أشهر قليلة فقط من بدء ولايته.

اقرأ أيضاً: أندرياس كلوث: فرط الثقة قد يُشعل حرباً كبرى إن طال قمة الهرم

وتجري النرويج حالياً مفاوضات مع الولايات المتحدة لعقد اتفاق تجاري، تأمل من خلاله خفض الرسوم الجمركية البالغة نسبتها 15% المفروضة على صادراتها، بالتزامن مع زيارة تجريها وزيرة التجارة سيسيلي ميرسيت إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء عدد من المسؤولين.

ومن مصادر القلق الأخرى، الصندوق السيادي النرويجي البالغة قيمته تريليوني دولار، ويُعد الأكبر في العالم، إذ يستثمر نحو 40% من أصوله في الولايات المتحدة، ما يثير مخاوف من احتمال استهدافه من قبل ترمب.

شاركها.