قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -اليوم الأربعاء- إن طائرات “إف-16” المقاتلة في طريقها إلى أوكرانيا من الدانمارك وهولندا، بينما أكدت أوكرانيا أن روسيا لم تسيطر على بلدة ياسنوبروديفكا في منطقة دونيتسك.

وقال بلينكن، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن، إنه سيجري الكشف عن حزمة قوية للغاية من أجل أوكرانيا في اليومين المقبلين وإن الحزمة ستبني جسرا واضحا وقويا لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، مشددا على أن طائرات “إف -16” ستحلق في سماء أوكرانيا هذا الصيف.

يأتي ذلك في وقت توافقت فيه الدول الأعضاء في حلف الناتو، خلال قمتهم في واشنطن الأربعاء، على الإقرار بأن أوكرانيا تسلك “طريقا لا عودة عنه” نحو انضمامها الى الحلف، وفق ما أكد دبلوماسيون.

وقالت الدول الـ32، في بيان مشترك وضعت عليه اللمسات الأخيرة لكنه لا يزال يتطلب موافقة قادة الأطلسي، “نواصل دعم أوكرانيا في مسارها الذي لا عودة عنه نحو اندماج يورو-متوسطي كامل، يشمل انضماما إلى حلف شمال الأطلسي”، وفق المصادر نفسها.

وسيكرر الإعلان ما ذُكر من أن أوكرانيا ستتسلم دعوة رسمية للانضمام “عندما تتوافق الدول الأعضاء وتُستوفى الشروط”.

ويدفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نحو ضم بلاده إلى الحلف الأطلسي الذي يعدّ أي هجوم على أحد أعضائه بمنزلة هجوم على الجميع.

وقادت الولايات المتحدة وألمانيا المعارضة لمنح أوكرانيا عضوية على الفور، إذ تعتقدان أن من شأن ذلك أن يزجّ الحلف بأكمله في حرب على روسيا التي تملك السلاح النووي وتحتل أجزاء من أوكرانيا.

وعبر الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي انضمت بلاده مثل السويد إلى الناتو عقب الغزو الروسي لأوكرانيا عن “ارتياحه الشديد” للهجة القمة، واعتبر ستاب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفهم سوى “القوة” وسيرى سقوط أحد أهداف غزوه.

ورأى أن بوتين أراد أن يوقف توسع الناتو لكن بدلا من ذلك “ستصبح أوكرانيا عضوا في الناتو”؛ و”قد أصبحت فنلندا والسويد عضوين في الناتو أيضا”.

قادة الناتو عبروا عن دعمهم القوي لأوكرانيا (الفرنسية)

الوساطة المجرية

وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لنظيره المجري بيتر سيارتو، خلال محادثات في واشنطن اليوم الأربعاء، إن أي مبادرات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب ألا تستند إلى المنظور الروسي.

ويأتي اجتماع الوزيرين على هامش قمة حلف شمال الأطلسي عقب زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لكييف وموسكو وبكين لإجراء محادثات وصفها بأنها “مهمة سلام”.

واقترح أوربان، الذي دأب على معارضة تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، على زيلينسكي خلال زيارته لكييف النظر في وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 28 شهرا، في مسعى للتعجيل بعملية السلام لكن أوكرانيا رفضت الاقتراح.

ويرفض مسؤولو كييف فكرة وقف إطلاق النار، قائلين إنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الهجمات الروسية لاحقا. وقالوا إنه لا بديل عن رؤية كييف لتسوية الصراع، والتي تشترط مغادرة القوات الروسية الأراضي الأوكرانية.

وفي رده على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحها أوربان، عاود بوتين التأكيد على تخلّي كييف عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن 4 مناطق أوكرانية تحتل روسيا أجزاء منها، وهي “لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون”.

خارطة خريطة أوكرانيا - كييف
الجيش الروسي ما زال يعمل على إقامة “منطقة عازلة” في منطقة خاركيف (الجزيرة)

منطقة عازلة

في غضون ذلك، أعلن الكرملين -اليوم الأربعاء- أن الجيش الروسي ما زال يعمل على إقامة “منطقة عازلة” في  منطقة خاركيف بأوكرانيا، لكن ذلك سيستغرق وقتا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مايو/أيار إن روسيا تعمل على إنشاء مثل هذه المنطقة من أجل حماية مناطقها الحدودية من الهجمات الأوكرانية وخاصة بيلغورود المتاخمة لخاركيف.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، ردا على سؤال عن المدة التي ستستغرقها روسيا لضمان أمن بيلغورود، “بالطبع يستغرق إنجاز هذه المهمة وقتا طويلا. العمل جار في هذا الاتجاه”.

ميدانيا، نقل التلفزيون الأوكراني عن المتحدث باسم الجيش الأوكراني نازار فولوشين قوله إن الجيش نفى -اليوم الأربعاء- تقارير تفيد بأن القوات الروسية سيطرت على بلدة ياسنوبروديفكا في منطقة دونيتسك الشرقية.

وأضاف فولوشين “المعلومات المتداولة لا علاقة لها بالواقع، وبلدة ياسنوبروديفكا لا تزال تحت السيطرة الكاملة لقوات الدفاع الأوكرانية”.

من جهته، قال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف جلادكوف إن شخصا قتل وأصيب 7 آخرون في قصف أوكراني على بلدة شيبيكينو الحدودية الروسية.

وأضاف جلادكوف أن 3 مبان سكنية متعددة الطوابق ومنشآت تجارية ومؤسسة صناعية و20 مركبة أصابها الدمار في القصف.

وتتعرض شيبيكينو ومنطقة بيلغورود الأوسع لهجوم متكرر بالقذائف والطائرات الأوكرانية المسيرة في الحرب التي دخلت الآن عامها الثالث.

شاركها.