تواجه كيارا فيرايني، مؤثرة الموضة الإيطالية الشهيرة التي تحظى بأكثر من 28 مليون متابع على إنستغرام، اتهامات بالاحتيال الجسيم في بلدها الأم، مما قد يؤدي إلى سجنها لمدة تصل إلى خمس سنوات. وقد كانت فيرايني شخصية بارزة في عالم الموضة في مدينة نيويورك، حيث تحرص على مشاركة صورها في عروض الأزياء ومناسبات المجتمع الراقية. هذه القضية تلقي الضوء على عالم التسويق عبر المؤثرين والمسؤولية القانونية المترتبة عليه.
في سبتمبر ونوفمبر الماضيين، مثلت فيرايني أمام المحكمة في ميلانو للاستماع إلى الأدلة المقدمة ضدها، ومن المقرر أن تعود إلى المحكمة في الخامس والعشرين من نوفمبر الحالي. وتتعلق الاتهامات بخداع الجمهور من خلال الترويج لمنتجات خيرية، مثل كعكات عيد الميلاد والبيض، مع الادعاء بأن عائدات المبيعات ستذهب إلى المستشفيات، في حين أن الجزء الأكبر من الأموال كان يذهب إلى جيبها الخاص.
اتهامات الاحتيال وانهيار إمبراطورية كيارا فيرايني
بعد سنوات من النجاح والازدهار، تواجه فيرايني الآن تداعيات هذه الاتهامات. حيث فرضت عليها غرامات مالية كبيرة، وصلت إلى 1.27 مليون دولار، بالإضافة إلى 1.39 مليون دولار أخرى بتهم مماثلة تتعلق ببيع بيض عيد الفصح. ووفقًا للتقارير، لم يتجاوز المبلغ الذي ذهب إلى المستشفيات نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي الإيرادات، مما أثار غضبًا واسعًا في إيطاليا.
كانت فيرايني في السابق الوجه المفضل للعديد من العلامات التجارية المرموقة مثل ديور وغوتشي وفيرساتشي، كما كانت تحظى بدخل كبير من خلال منشوراتها على إنستغرام. إلا أن طلاقها الأخير من مغني الراب الإيطالي فيدز، بالإضافة إلى هذه الاتهامات، ألحقت ضررًا كبيرًا بصورتها وسمعتها. وقد سجلت شركتها، Fenice Srl، خسائر بقيمة 6.65 مليون دولار في العام الماضي.
من نجمة صاعدة إلى متهمة بالاحتيال
بدأت شهرة فيرايني في عام 2009 من خلال مدونتها الخاصة، حيث كانت تعرض أسلوب حياتها الفخم والملفت للنظر. وقد جذبت انتباه العديد من المتابعين ووسائل الإعلام، مما دفعها إلى التخلي عن دراستها في كلية الحقوق والتركيز على عملها كمؤثرة على الإنترنت. واشتهرت فيرايني بقدرتها على تحويل حياتها الشخصية إلى علامة تجارية ناجحة، من خلال مشاركة تفاصيل زواجها وحملها وتربية أطفالها مع جمهورها.
في عام 2020، فكرت فيرايني في طرح اكتتاب عام أولي لشركتها، مما يسمح للمعجبين بالاستثمار فيها بشكل مباشر. وبلغت قيمة شركتها التجارية، Fenice Srl، حوالي 87.5 مليون دولار في نهاية عام 2022، قبل أن تبدأ في الانخفاض بعد فضيحة “pandorogate”.
فضيحة “Pandorogate” والتأثير على التسويق عبر المؤثرين
بدأت القضية المعروفة باسم “pandorogate” في نهاية عام 2022، عندما أعلنت فيرايني عن تعاونها مع شركة Balocco لبيع كعكة عيد الميلاد التقليدية (pandoro) بهدف جمع التبرعات لصالح مستشفى Regina Margherita للأطفال في تورين. وقد تم بيع الكعكة بسعر أعلى من المعتاد، مع وعد بأن جميع العائدات ستذهب إلى المستشفى. ومع ذلك، كشفت التحقيقات الصحفية أن شركة Balocco تبرعت بمبلغ 58 ألف دولار للمستشفى قبل بدء حملة البيع، في حين أن فيرايني حصلت على مبلغ مليون دولار مقابل الترويج للمنتج.
أثارت هذه الفضيحة انتقادات واسعة النطاق في إيطاليا، وأدت إلى تغيير في القانون أطلق عليه اسم “قانون فيرايني”، والذي يهدف إلى تنظيم عمليات البيع الخيري وضمان شفافية التبرعات. وقد أثرت هذه القضية سلبًا على سمعة التسويق عبر المؤثرين، وأثارت تساؤلات حول المسؤولية القانونية للمؤثرين والعلامات التجارية.
بعد هذه الفضيحة، حاولت فيرايني استعادة صورتها من خلال الاعتذار في مقطع فيديو على إنستغرام، والتعهد بتقديم تبرع شخصي إضافي بقيمة مليون دولار للمستشفى. إلا أنها واجهت المزيد من المشاكل، بما في ذلك طلاقها المتنازع عليه من فيدز، واستمرار التحقيقات في قضية الاحتيال. و واصلت فيرايني حضور فعاليات الموضة ونشر الصور على حساباتها في إنستغرام، مما أثار استياء الكثيرين.
يتفق خبراء العلاقات العامة على أن نهج فيرايني الحالي غير مناسب، وأن عليها التركيز على إظهار التوبة الحقيقية والشفافية في جميع أعمالها. ويقترحون عليها سحب نفسها من دائرة الأضواء والتركيز على العمل الخيري والتدقيق المستقل لحساباتها المالية. و وفقًا لـ ريان بيرجر، خبير التسويق المؤثر، فإن نموذج عمل المؤثرين التقليديين أصبح قديمًا، وأن العلامات التجارية أصبحت تفضل التعاون مع المؤثرين المتخصصين الذين يتمتعون بثقة جمهورهم.
في الختام، تواجه كيارا فيرايني مستقبلًا غير مؤكد، مع استمرار التحقيقات في قضية الاحتيال واحتمالية الحكم عليها بالسجن. ومن المتوقع أن تعود إلى المحكمة في الخامس والعشرين من نوفمبر الحالي، حيث سيتم الاستماع إلى المزيد من الأدلة. وتظل القضية قيد المتابعة، وسيكون من المهم مراقبة تطوراتها وتأثيرها على عالم التسويق عبر المؤثرين.






