تواجه حركة السفر في بلجيكا اضطرابات كبيرة هذا الأسبوع بسبب إضرابات وطنية متواصلة تنظمها نقابات النقل احتجاجًا على خطط الحكومة لخفض الميزانية. وتشمل هذه الإضرابات قطاعات السكك الحديدية والطيران، مما أثر بشكل مباشر على آلاف المسافرين المحليين والدوليين. وبدأ الإضراب الأحد ويستمر حتى الأربعاء، مما أدى إلى إلغاء واسع النطاق للرحلات وتأخيرات كبيرة في خدمات النقل العام، وهو ما يضعف بشكل كبير السفر إلى بلجيكا.
بدأت الاحتجاجات يوم الأحد 23 نوفمبر، وتأتي ردًا على خطط الحكومة لرفع سن التقاعد القانوني كجزء من إجراءات تقشف أوسع نطاقًا. كما أعلنت النقابات عن خطط لمواصلة الضغط على الحكومة لإعادة النظر في هذه التغييرات المثيرة للجدل. وتدعو النقابات إلى حوار جاد حول بدائل تؤدي إلى تحقيق الاستدامة المالية دون المساس بحقوق العمال.
اضطرابات في حركة الطيران من وإلى بلجيكا
توقع مطار بروكسل زافينتيم، أكبر مطارات البلاد، إلغاء جميع الرحلات المغادرة يوم الأربعاء 26 نوفمبر بسبب إضراب موظفي الأرض والأمن. ووفقًا لبيان صادر عن إدارة المطار، فقد تم اتخاذ هذا القرار بالتشاور مع شركات الطيران لضمان سلامة الركاب والموظفين. وقد تؤدي الإلغاءات إلى تأثيرات متتالية على الرحلات القادمة.
كما أعلن مطار بروكسل جنوب شارلروا، ثاني أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد، عن توقف كامل للرحلات المغادرة والوصول في نفس اليوم. وذكر المطار أن شركات الطيران ستقوم بإخطار الركاب المتضررين مباشرةً بشأن خيارات إعادة الحجز أو استرداد الأموال. بالإضافة إلى ذلك، يحذر المطار من صعوبة الوصول إلى المطار بسبب حواجز الطرق والاضطرابات في وسائل النقل العام.
تأثير الإضرابات على شبكة السكك الحديدية البلجيكية
يشهد قطاع السكك الحديدية في بلجيكا إضرابًا لمدة 72 ساعة بدأ مساء الأحد 23 نوفمبر وسيستمر حتى نهاية اليوم الأربعاء 26 نوفمبر. وتتوقع شركة SNCB، المشغلة للسكك الحديدية، أن تكون قادرة على تشغيل حوالي 20% فقط من خدماتها المعتادة خلال فترة الإضراب. يُنصح المسافرون بالتحقق من أحدث المعلومات المتاحة عبر الإنترنت قبل السفر.
الخدمات الدولية المتأثرة
تتأثر خدمات السكك الحديدية الدولية بشكل كبير. فمن المتوقع تشغيل نصف خدمات يوروستار فقط بين بروكسل وباريس، بينما ستنخفض خدمات القطارات بين بروكسل ولييج وألمانيا إلى حوالي 20%. ومع ذلك، ستستمر ثلاثة أرباع القطارات بين بروكسل وأمستردام وأمستردام ولندن في العمل.
أما فيما يتعلق بالقطارات بين بروكسل وليل ولندن وبين لندن وباريس، فمن المتوقع أن تعمل وفقًا للجدول الزمني الموضوع. وقد قامت شركة Eurostar بإخطار العملاء المتضررين ومنحتهم خيار تغيير حجوزاتهم دون أي تكلفة إضافية. ويمكن للمسافرين الاطلاع على معلومات السفر المباشرة عبر موقع Eurostar.
تزداد التحديات للمسافرين الذين لديهم رحلات متصلة، حيث من المحتمل أن تتأثر وسائل النقل العام والقطارات المحلية. ينصح هؤلاء المسافرون بالتخطيط لوقت إضافي في حالة حدوث تأخيرات.
هذه الإضرابات ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت بلجيكا احتجاجات مماثلة في أكتوبر الماضي، تسببت في تأخيرات وإلغاءات واسعة النطاق. وتعد هذه الاحتجاجات جزءًا من سلسلة من التحركات النقابية في جميع أنحاء أوروبا تتأثر بالتحديات الاقتصادية والضغوط الاجتماعية المتزايدة.
مع استمرار الإضرابات، من المتوقع أن يشهد السفر في بلجيكا صعوبات كبيرة في الأيام المقبلة. وستراقب الحكومة وشركات النقل عن كثب تطورات الوضع وتأثيره على المسافرين، مع دراسة إمكانية التوصل إلى حل ينهي الأزمة ويحافظ على حركة النقل. يبقى التطور الهام الذي يجب مراقبته هو نتائج المفاوضات المحتملة بين الحكومة والنقابات، والتي قد تحدد ما إذا كان سيتم تمديد الإضرابات أم لا.






