اختتمت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا مشاركتها الناجحة في المؤتمر والمعرض الدولي للتمور، الذي اختتم فعالياته مؤخرًا في الرياض. وقد سلطت الهيئة الضوء على جودة تمور العُلا وموقعها المتميز كمنتج زراعي واعد، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الذي استمر لعدة أيام. يهدف هذا المشاركة إلى تعزيز مكانة العُلا كوجهة رائدة في إنتاج وتصدير التمور عالية الجودة.

أقيم المؤتمر والمعرض في حرم جامعة الملك سعود بالرياض، بتنظيم من المركز الوطني للنخيل والتمور، وشهد حضورًا لافتًا من مختلف الجهات الحكومية والخاصة المهتمة بقطاع النخيل والتمور في المملكة وخارجها. وقد شهدت النسخة السادسة من المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير هذا القطاع الحيوي.

أهمية مشاركة تمور العُلا في المعرض الدولي

تأتي مشاركة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في هذا المعرض الدولي في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاعات غير النفطية. يعتبر قطاع النخيل والتمور من أهم هذه القطاعات، نظرًا لأهميته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المملكة.

تسعى الهيئة الملكية للعُلا إلى تطوير قطاع التمور في المحافظة، من خلال دعم المزارعين وتحسين جودة الإنتاج وتعزيز التسويق. وتشمل هذه الجهود تقديم الدعم الفني والتدريب للمزارعين، بالإضافة إلى توفير التمويل اللازم لتطوير مزارعهم. كما تعمل الهيئة على بناء علامة تجارية قوية لتمور العُلا، وتسويقها في الأسواق المحلية والدولية.

جهود تطوير قطاع النخيل في العُلا

تشهد محافظة العُلا تحولات كبيرة في قطاع النخيل، مدفوعة بالاستثمارات الضخمة التي تضخها الهيئة الملكية. وتشمل هذه الاستثمارات تطوير البنية التحتية الزراعية، وتحسين طرق الري، واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على استقطاب الشركات الزراعية المتخصصة في مجال النخيل والتمور، لتبادل الخبرات والمعرفة، وتطوير المنتجات الجديدة. وتشمل هذه المنتجات التمور المجففة، ومعجون التمر، والمنتجات المشتقة من التمور.

وتولي الهيئة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على الأصالة والتراث الزراعي للمحافظة، من خلال دعم المزارع التقليدية وتشجيع زراعة الأصناف المحلية من التمور. ويعتبر هذا التوجه مهمًا للحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي، وتعزيز الهوية الثقافية للمحافظة.

المركز الوطني للنخيل والتمور ودوره في دعم القطاع

يلعب المركز الوطني للنخيل والتمور دورًا حيويًا في تطوير قطاع النخيل والتمور في المملكة. ويقوم المركز بتقديم العديد من الخدمات للمزارعين والشركات العاملة في هذا القطاع، بما في ذلك البحوث والدراسات، والتدريب والتأهيل، والتسويق والترويج.

كما يعمل المركز على تنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية، التي تهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية. ووفقًا لتقارير حديثة، فإن إنتاج المملكة من التمور يزداد بشكل مطرد، مما يعكس نجاح الجهود التي يبذلها المركز والجهات الأخرى المعنية.

تعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المنتجة للتمور في العالم، حيث يبلغ إنتاجها السنوي أكثر من 1.5 مليون طن. وتشكل التمور جزءًا هامًا من التراث الثقافي والاقتصادي للمملكة، وتعتبر من أهم المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها إلى الخارج. وتشمل الأسواق الرئيسية التي يتم تصدير التمور إليها دول الخليج العربي، ودول آسيا، ودول أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، يركز المركز على تطوير معايير الجودة للتمور السعودية، لضمان مطابقتها للمواصفات العالمية. وهذا يساعد على تعزيز الثقة في المنتجات السعودية، وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. وتشمل هذه المعايير تحديد نسبة الرطوبة، ومستوى السكريات، ودرجة النضج، وخلو التمور من الآفات والأمراض.

تعتبر التمور من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية، وتتميز بفوائد صحية عديدة. وتشمل هذه الفوائد توفير الطاقة، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين صحة الجهاز الهضمي. ونتيجة لهذه الفوائد، يزداد الطلب على التمور في جميع أنحاء العالم.

تعتبر مشاركة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في المعرض الدولي للتمور فرصة مهمة لعرض إمكانات المحافظة في إنتاج تمور العُلا عالية الجودة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون مع مختلف الجهات المعنية. كما أنها فرصة لتعريف العالم بالتراث الثقافي الغني للمحافظة، ودورها في تطوير قطاع النخيل والتمور في المملكة.

من المتوقع أن تعلن الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن تفاصيل خططها المستقبلية لتطوير قطاع التمور في المحافظة خلال الأشهر القادمة. وتشمل هذه الخطط زيادة الإنتاج، وتحسين الجودة، وتعزيز التسويق، وتطوير البنية التحتية الزراعية. وسيتم متابعة هذه الخطط عن كثب، لتقييم مدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة. كما يجب مراقبة التطورات في أسعار التمور العالمية وتأثيرها على السوق المحلي.

شاركها.