أظهر تقييم فني حديث اتجاهًا صعوديًا على المدى المتوسط ​​لسوق الأسهم المحلي، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. يشير التحليل إلى أن مؤشر السوق الرئيسي قد يشهد مكاسب إضافية خلال الأشهر القادمة، على الرغم من وجود بعض المخاطر المحتملة. يركز هذا التقييم على التحليل الفني وتأثيره على قرارات المستثمرين.

تم إجراء هذا التقييم من قبل شركة “الرؤية الاستثمارية”، وهي شركة استشارات مالية رائدة في المنطقة، في الفترة ما بين 15 و 22 مايو 2024. يغطي التقييم أداء سوق الأسهم السعودي (تاسي) ويستهدف المستثمرين المؤسسيين والأفراد المهتمين بالاستثمار في السوق المحلي. يهدف التقرير إلى تقديم نظرة موضوعية حول الاتجاهات الحالية والمستقبلية للسوق.

التحليل الفني: نظرة على الاتجاه الصعودي

يعتمد التحليل الفني على دراسة الرسوم البيانية وأنماط الأسعار التاريخية للتنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية. وفقًا لتقرير “الرؤية الاستثمارية”، تشير المؤشرات الفنية الرئيسية إلى زخم صعودي قوي في السوق. يتضمن ذلك اختراق مستويات مقاومة رئيسية وزيادة في حجم التداول.

مؤشرات الزخم الصعودي

أظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة فوق مستوى 70، مما يشير إلى أن السوق في منطقة ذروة الشراء. ومع ذلك، يرى المحللون أن هذا لا يعني بالضرورة تصحيحًا وشيكًا، بل يعكس قوة الزخم الصعودي الحالي. بالإضافة إلى ذلك، يشير تقاطع المتوسطات المتحركة قصيرة وطويلة الأجل إلى إشارة شراء قوية.

مستويات الدعم والمقاومة

حدد التقرير مستويات دعم رئيسية عند 10,500 نقطة و 10,200 نقطة لمؤشر تاسي. في المقابل، توجد مستويات مقاومة عند 11,500 نقطة و 11,800 نقطة. كسر هذه المستويات قد يؤكد الاتجاه الصعودي ويفتح الباب لمزيد من المكاسب. الاستثمار في الأسهم يتطلب فهمًا لهذه المستويات.

ومع ذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر والانتباه إلى أي علامات ضعف في الزخم الصعودي. قد تشمل هذه العلامات تراجع حجم التداول أو فشل السوق في اختراق مستويات المقاومة الرئيسية. تداول الأسهم يحمل مخاطر يجب تقييمها.

العوامل الاقتصادية والسياسية الداعمة

بالإضافة إلى الإشارات الفنية الإيجابية، هناك عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تدعم الاتجاه الصعودي للسوق. أعلنت وزارة المالية مؤخرًا عن توقعات إيجابية للنمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنفاق الحكومي.

علاوة على ذلك، تساهم الإصلاحات الهيكلية التي تنفذها الحكومة في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. أشارت تقارير صندوق النقد الدولي إلى أن هذه الإصلاحات تعزز القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي. الوضع الاقتصادي يلعب دورًا حاسمًا.

في المقابل، هناك بعض المخاطر الجيوسياسية التي قد تؤثر سلبًا على السوق. تتضمن هذه المخاطر التوترات الإقليمية وتقلبات أسعار النفط. ومع ذلك، يرى المحللون أن هذه المخاطر حاليًا تحت السيطرة ولا تشكل تهديدًا كبيرًا للاتجاه الصعودي العام.

بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن قطاع البنوك يشهد أداءً قويًا، مدفوعًا بزيادة الإقراض وتحسن جودة الأصول. كما أن قطاع الطاقة يستفيد من ارتفاع أسعار النفط، مما يدعم أرباح الشركات العاملة في هذا القطاع. أداء القطاعات المختلفة يساهم في الصورة العامة للسوق.

تأثير أسعار النفط على السوق

تعتبر أسعار النفط عاملاً رئيسيًا يؤثر على أداء سوق الأسهم السعودي. ارتفاع أسعار النفط يزيد من الإيرادات الحكومية ويحسن الميزان التجاري، مما يدعم النمو الاقتصادي. في المقابل، انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع أرباح الشركات.

تشير التوقعات الحالية إلى أن أسعار النفط ستبقى مستقرة نسبيًا خلال الأشهر القادمة، مدفوعة بتقييد الإنتاج من قبل أوبك وحلفائها. ومع ذلك، هناك بعض المخاطر التي قد تؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط، مثل زيادة المعروض من مصادر أخرى أو تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

في الختام، يرى التقييم الفني أن سوق الأسهم السعودي يشهد اتجاهًا صعوديًا على المدى المتوسط، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الفنية والاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر والانتباه إلى المخاطر المحتملة. من المتوقع صدور تقرير متابعة في نهاية شهر يونيو 2024 لتقييم التطورات الأخيرة وتحديث التوقعات. سيراقب المستثمرون عن كثب أداء أسعار النفط والتطورات الجيوسياسية لتقييم تأثيرها على السوق.

شاركها.