انقطعت الرحلات الجوية إلى فنزويلا من عدة دول، بما في ذلك إسبانيا وكولومبيا وتركيا، يوم الاثنين، مما أثر على آلاف المسافرين. يأتي هذا الانقطاع بسبب مخاوف متزايدة تتعلق بالسلامة الجوية والمجال الجوي الفنزويلي، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتحذيرات الأمريكية بشأن النشاط العسكري المتزايد في المنطقة. وقد بدأت شركات الطيران في تعليق أو إعادة جدولة رحلاتها بعد تحذير من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA).

بدأت الأزمة في التفاقم خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع اتخاذ شركات طيران دولية إجراءات احترازية استجابةً للتحذير الصادر عن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية. ووفقًا للتحذير، هناك “تدهور في الوضع الأمني” و”زيادة في النشاط العسكري” حول فنزويلا، مما قد يشكل خطرًا على الطائرات على جميع الارتفاعات. هذا الوضع أدى إلى سلسلة من الإلغاءات وتأجيلات الرحلات الجوية.

تعليق الرحلات الجوية وتأثيره على المسافرين

أعلنت شركة الطيران الإسبانية إير أوروبا تعليق رحلاتها إلى فنزويلا حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أنها تنتظر “تحسن الظروف”. وقد اتبعت شركات طيران أخرى مثل Estelar و LASER نفس الخطوة، مع إعادة جدولة مساراتها بين البلدين. وتشمل شركات الطيران الأخرى المتأثرة Iberia وTAP وAviaca وLatam وGol وCaribbean Airlines والخطوط الجوية التركية.

أرجعت شركة Estelar إلغاء رحلاتها بين كراكاس ومدريد إلى “أسباب تشغيلية” تتعلق بمزود خدمات الطيران الإسباني، إيبيروجيت. في الوقت نفسه، أعلنت شركة LASER عن إعادة جدولة رحلاتها بين كراكاس ومدريد، أيضًا بسبب “أسباب تشغيلية” دون الخوض في تفاصيل إضافية.

تأثير الإلغاءات على كولومبيا

لم تقتصر تداعيات هذا الانقطاع على فنزويلا وإسبانيا، بل امتدت لتشمل كولومبيا. فقد تأثر حوالي 1500 مسافر كولومبي بإلغاء رحلات شركات الطيران لاتام وأفيانكا من بوغوتا إلى كراكاس. ومع ذلك، استمرت شركات الطيران الكولومبية الأخرى، مثل Satena وWingo، في تشغيل رحلاتها بانتظام.

استجابت السلطات الكولومبية بتعزيز قدرات المراقبة الجوية والسيطرة عليها، وعقدت اجتماعًا مع شركات الطيران والسلطات الإقليمية لتقييم الإجراءات اللازمة للتخفيف من الأثر. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لضمان سلامة المسافرين والحفاظ على استمرارية حركة النقل الجوي.

الخلفية الجيوسياسية وتصاعد التوترات

يأتي هذا القرار في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، والتي تفاقمت بسبب تصنيف ما يسمى بـ “كارتل الشمس” كـ جماعة إرهابية. وقد أثارت هذه التصنيفات مخاوف بشأن الأمن والاستقرار في فنزويلا، مما دفع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إلى إصدار تحذيرها.

تعتبر هذه التطورات جزءًا من نمط أوسع من التحديات التي تواجه النقل الجوي في فنزويلا، بما في ذلك القيود المفروضة على العملات الأجنبية والبنية التحتية المتهالكة. وقد أدت هذه العوامل إلى تقليل عدد شركات الطيران التي تعمل في البلاد وزيادة صعوبة السفر إلى ومن فنزويلا.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك زيادة في النشاط العسكري في المنطقة، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامة الطيران المدني. وتشمل هذه المخاوف احتمال وقوع حوادث أو هجمات على الطائرات المدنية، مما قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح وتعطيل حركة النقل الجوي.

في مدريد، أدى تعليق الرحلات الجوية إلى إغلاق جميع الرحلات المتجهة إلى فنزويلا في مطار باراخاس، مما أثر بشكل خاص على شركة إيبيريا التي تدير خمس رحلات أسبوعية. وقد أدى هذا الإغلاق إلى حالة من الارتباك والفوضى في المطار، حيث سعى المسافرون إلى الحصول على معلومات حول رحلاتهم وإيجاد بدائل للسفر.

مع استمرار تعطل حركة النقل الجوي وتأثر مئات المسافرين، أصبحت الأزمة في المجال الجوي الفنزويلي واضحة في المطارات في جميع أنحاء المنطقة. ويؤكد هذا الوضع على التأثير المتزايد للتوترات العسكرية والدبلوماسية بين واشنطن وكراكاس على حركة النقل الجوي الإقليمية.

من المتوقع أن تستمر شركات الطيران في مراقبة الوضع الأمني ​​في فنزويلا عن كثب، وأن تتخذ قراراتها بشأن استئناف الرحلات الجوية بناءً على التطورات المستقبلية. من غير الواضح متى ستعود الأمور إلى طبيعتها، لكن من المرجح أن يعتمد ذلك على تخفيف التوترات الجيوسياسية وتحسن الوضع الأمني ​​في المنطقة. يجب على المسافرين الذين يخططون للسفر إلى أو من فنزويلا التحقق من حالة رحلاتهم مع شركات الطيران الخاصة بهم قبل السفر.

شاركها.