كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه فريق التفاوض الإسرائيلي إلى إبداء مرونة في سبيل التوصل إلى اتفاق مع حركة “حماس” بشأن قطاع غزة، في خطوة قد تعكس تغيّرًا في الموقف الإسرائيلي مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله إن تل أبيب وافقت مبدئيًا على الانسحاب من محور موراغ ومناطق أخرى داخل قطاع غزة كجزء من صفقة محتملة. 

ورغم هذا التطور، أشار المصدر ذاته إلى أن عدة قضايا لا تزال عالقة، أبرزها نسبة تبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين، وخاصة المحكومين بالسجن المؤبد، حيث ترفض إسرائيل حتى اللحظة الإفراج عنهم ضمن الصفقة.

حماس تشترط الانسحاب إلى خطوط مارس  

في المقابل، تتمسك حركة حماس بعدة شروط وصفت بالجوهرية، من بينها انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط ما قبل 2 مارس، بالإضافة إلى إلغاء آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي طُبقت مؤخرًا في غزة. وتتهم الحركة تلك الآلية بأنها تُستخدم للضغط على سكان القطاع وتقييد حركة الإمدادات.

ورغم استمرار الخلافات، أكد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، بحسب الصحيفة العبرية، أن “فرصة التوصل إلى اتفاق باتت أكبر من احتمال فشل المفاوضات”، وهو ما يعكس أجواء تفاؤل نسبي، لا سيما في ضوء التصريحات الصادرة عن الوسطاء الدوليين والإقليميين.

 مصدر مطّلع على مجريات المفاوضات أكد للصحيفة أن التركيز لم يعد منصبًا على محور موراغ، بل تحوّل إلى مناقشة الوجود الإسرائيلي في رفح، وهي المنطقة التي تدور حولها حالياً معظم النقاشات، نظراً لحساسيتها الميدانية والسياسية. وأضاف أن الوسطاء باتوا أكثر تفاؤلًا، معتبرين أن “الخرائط الجديدة التي تُطرح في المفاوضات تشكل تقدمًا ملموسًا نحو التفاهم”.

من جهته، صرّح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الأربعاء، بأن المفاوضات “تسير على نحو جيد”، مؤكدًا دعم واشنطن لأي خطوات تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين من الجانبين.

شاركها.