الوضع الصحي في دارفور: الكوليرا وسوء التغذية
تشهد منطقة دارفور في السودان تحديات صحية كبيرة، حيث ارتفع عدد حالات الوفيات بسبب وباء الكوليرا بشكل ملحوظ، خاصة داخل مخيمات النازحين. منذ انتشار المرض في يونيو الماضي، بلغ عدد الوفيات 235 حالة حتى مساء الأحد الماضي، بينما اقتربت الإصابات اليومية من حاجز الـ6000 إصابة.
تتركز معظم الحالات في منطقة “طويلة” غربي الفاشر، بالإضافة إلى منطقتي مارتال وطبره جنوبي طويلة. وقد حذرت منسقة النازحين واللاجئين بدارفور من انتشار غير مسبوق للمرض في مناطق جديدة بولاية وسط دارفور ومخيمات جبل مَرَّه.
التحديات الغذائية وسوء التغذية
إلى جانب تفشي الكوليرا، يواجه السكان تحديات غذائية خطيرة. أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بولاية شمال دارفور عن وفاة 60 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الأيام الماضية.
أصبحت مشاهد الهزال الحاد مألوفة بين الأطفال والنساء، مما يشير إلى أن الوضع الصحي قد تجاوز مرحلة التحذير ودخل منطقة الخطر الداهم.
الأوضاع الأمنية وتأثيرها على الصحة العامة
على الصعيد العسكري، تتعرض المنطقة لاضطرابات أمنية تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع الصحية. كشفت مصادر مطلعة عن مقتل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع داخل معسكر تدريبي بولاية جنوب دارفور نتيجة قصف استهدف الموقع.
تشهد مدن وبلدات إقليمي دارفور وكردفان غربي السودان هجمات جوية مستمرة لمقاتلات الجيش السوداني تستهدف تحطيم القوة الصلبة للدعم السريع وكسر سلاسل الإمداد اللوجستي والعسكري لهذه القوات.
جهود المنظمات الدولية
في ظل هذه الظروف الصعبة، أعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي تسجيل نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ يوليو 2024. وأكدت المنظمة أن الحرب المستعرة تزيد من تفاقم سوء التغذية ونزوح السكان وانتشار الأمراض.
نصائح عملية للتعامل مع الأزمات الصحية
التوعية الصحية: من المهم تعزيز الوعي حول طرق الوقاية من الكوليرا مثل غسل اليدين بالماء والصابون وتجنب تناول الأطعمة والمياه غير النظيفة.
الدعم الغذائي: توفير الغذاء المناسب والمتوازن يمكن أن يساعد في تقليل حالات سوء التغذية والهزال الحاد بين السكان المتضررين.
التعاون الدولي: يتطلب الوضع الحالي جهودًا دولية متضافرة لدعم الخدمات الصحية والإغاثية في المنطقة لتخفيف المعاناة وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين.