تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على إلغاء قانون قيصر: بداية عهد جديد لسوريا
في خطوة لافتة، رحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على إلغاء قانون قيصر، الذي فرض عقوبات صارمة على سوريا خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد. ووصف هذا الحدث بأنه “بداية عهد جديد”، مشيرًا إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الحكومة السورية لتحقيق هذا الإنجاز.
الجهود الدبلوماسية السورية
أوضح الشيباني في منشور له على منصة “إكس” أن هذه الخطوة جاءت بعد أشهر من العمل الدؤوب تحت توجيه الرئيس أحمد الشرع، وبمشاركة فريق وزارة الخارجية. وأكد أن إلغاء القانون يمثل خطوة حيوية لإعادة إنعاش الاقتصاد السوري وفتح آفاق جديدة للتنمية والبناء.
نجاح دبلوماسي بارز
من جانبه، أكد وزير المالية محمد يسر برنية أن تصويت مجلس الشيوخ يعد نجاحًا للدبلوماسية السورية في التخلص من العقوبات الأمريكية الأكثر صرامة. وأشار إلى أن الخطوة التالية تتضمن مواءمة مجلس النواب مع مجلس الشيوخ لإقرار القانون ضمن موازنة وزارة الدفاع، وصولاً إلى توقيع الرئيس دونالد ترامب على الموازنة الجديدة قبل نهاية العام، مما سيتيح دخول إلغاء قانون قيصر حيز التنفيذ.
إعادة فتح السفارة الأمريكية في دمشق
وأشار برنية إلى أن النسخة المقدمة من مجلس الشيوخ تضمنت مادة إضافية تدعو إلى إعادة افتتاح السفارة الأمريكية في دمشق، مما يعكس تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف: “العقوبات أصبحت خلفنا، ولا طريق لنا إلا نحو الإعمار والإصلاح والتنمية. إنها رسالة واضحة لكل المشككين بمسار ومستقبل سوريا”.
قانون قيصر: خلفية تاريخية
يُذكر أن قانون قيصر سمي نسبةً إلى الاسم المستعار للمصور السابق في الشرطة العسكرية السورية، فريد المذهان، الذي انشق عن النظام عام 2013 حاملًا معه آلاف الصور التي توثق التعذيب والانتهاكات داخل السجون السورية. وقد أقر الكونغرس الأمريكي القانون كوسيلة للضغط على النظام السوري لإنهاء الانتهاكات وتحقيق العدالة.
وجهات نظر متعددة حول القرار
الموقف السعودي:
تأتي هذه التطورات وسط دعم سعودي واضح للجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في سوريا وإعادة بناء الدولة بما يحقق مصالح الشعب السوري والمنطقة بشكل عام. وتُعتبر المملكة العربية السعودية لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الحلول الدبلوماسية والسياسية للأزمات الإقليمية.
ردود فعل دولية:
تباينت ردود الفعل الدولية حول قرار إلغاء قانون قيصر؛ حيث رحبت بعض الدول بالخطوة باعتبارها فرصة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، بينما أعربت أخرى عن قلقها بشأن تأثير ذلك على جهود محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات السابقة.
تحليل مستقبلي
التحديات والفرص:
يمثل إلغاء قانون قيصر فرصة كبيرة لسوريا لاستعادة عافيتها الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة فيما يتعلق بإعادة الإعمار وتحقيق المصالحة الوطنية وضمان حقوق الإنسان. يتطلب الأمر تعاونًا دوليًا وإقليميًا لضمان تحقيق تقدم ملموس ومستدام.
دور المملكة العربية السعودية:
“تمثل المملكة العربية السعودية قوة دافعة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال دعمها للحلول الدبلوماسية والتعاون الدولي.”