التقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، الدكتور أحمد عبد الوهاب العوضي، وزير صحة دولة الكويت، والوفد المرافق له، لمناقشة عدد من ملفات التعاون المشترك، وبحث مجالات جديدة للتكامل وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات الصحية بين البلدين الشقيقين.

جاء ذلك على هامش فعاليات الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والتي تستضيفها مصر خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري.

استهل الوزير اللقاء بالترحيب بنظيره الكويتي والوفد المرافق له، مُعربًا عن سعادته بهذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات الأخوية والروابط التاريخية الممتدة بين مصر ودولة الكويت. كما أشاد بما حققته المنظومة الصحية في دولة الكويت من تطور وإنجازات، وأعرب عن تطلعه إلى تعزيز سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات الصحية وتبادل الخبرات، بما يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية وتحقيق أهداف التنمية الصحية في البلدين.

دعم الشراكة في التصنيع الدوائي

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تناول عددًا من ملفات التعاون المشترك، على رأسها بحث سبل تعزيز التعاون في مجال التحول الرقمي الصحي، إلى جانب دعم الشراكة في التصنيع الدوائي وتوطين الصناعات الدوائية. وفي هذا السياق، دعا الوزير الجانب الكويتي إلى زيارة عدد من مصانع الأدوية المصرية للتعرف على التجربة المصرية في هذا المجال.

وقال «عبد الغفار» إن اللقاء تضمن مناقشة أهمية تبادل الخبرات الفنية لضمان جودة وسلامة الدواء وفقًا لأعلى المعايير الدولية. وفي هذا الإطار، تم اقتراح إنشاء مصنع مصري–كويتي مشترك يُدار بخبرات وكوادر مصرية، ليكون نموذجًا للتكامل الصناعي بين البلدين، إضافة إلى بحث فرص تطوير البنية التحتية الصحية.

وتابع «عبد الغفار» أن اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات البشرية في قطاع التمريض، من خلال برامج الإيفاد والتبادل التدريبي بين الكوادر الطبية من البلدين، بما يسهم في رفع كفاءة العنصر البشري وتحسين جودة الخدمات الصحية. كما تمت مناقشة أوجه التعاون في منظومة أمراض الكلى، إلى جانب مراجعة مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين، وبحث سبل تعديلها وتجديدها في ضوء المستجدات الحالية وتطورات القطاع الصحي في البلدين.

وأضاف «عبد الغفار» أنه تم استعراض مبادرات الصحة العامة والتوعية في مصر، وفي مقدمتها دعم صحة المرأة، خاصة في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومناقشة آليات الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة وتطبيقها في دولة الكويت. كما استعرض الجانبان إنجازات مصر في القضاء على عدد من الأمراض مثل فيروس «سي» والملاريا، إلى جانب بحث آليات التعاون في مجال الفحوصات الصحية للعمالة المصرية الوافدة إلى الكويت، ولاسيما اعتماد اختبار «PCR» بدلًا من تحاليل الأجسام المضادة لضمان دقة الفحوص وسلامة الإجراءات الصحية.

واصطحب الدكتور خالد عبد الغفار وزيرَ صحة الكويت في جولة تفقدية بغرفة التحكم المركزية بديوان الوزارة في العاصمة الإدارية، حيث اطلع الطرفان على لوحة العرض الخاصة بكافة التطبيقات المختلفة بالوزارة، متضمنة لوحة العرض الخاصة بالمواليد والوفيات، والوافدين من غزة، والخريطة التفاعلية لجمهورية مصر العربية، بجانب منظومة القوى العاملة.

كما راجع الطرفان لوحة العرض الخاصة بمبادرات الصحة العامة، خاصة مبادرات المقبلين على الزواج، والكشف المبكر عن الأورام، كما تم عرض منظومة قوائم الانتظار والرعايات، والتعرف من خلالها على الأعداد، بجانب عرض مؤشرات إشغال المستشفيات.

من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عبد الوهاب العوضي، وزير صحة دولة الكويت، عن خالص شكره وتقديره على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال، مشيدًا بالمستوى المهني المتقدم الذي تشهده الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالجهود المخلصة التي تبذلها الحكومة المصرية في مختلف المجالات. وأكد أن مصر تمثل دائمًا سد الأمان للدول العربية، مثمنًا دورها الكبير في دعم الأشقاء الفلسطينيين خلال حرب غزة، كما أشار إلى أهمية تعزيز أوجه التعاون بين الجانبين، لاسيما في مجالات التحول الرقمي وتطوير المنظومة الصحية بما يخدم المصالح المشتركة.

حضر الاجتماع الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»، والدكتورة هنادي محمد، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتورة سوزان الزناتي، مدير عام إدارة العلاقات الصحية الخارجية، ومن جانب وزارة صحة الكويت، الدكتور هشام أحمد، الوكيل المساعد لشئون الخدمات الصحية الخارجية، والدكتور عبد اللطيف جمال، مراقب مكتب وزير صحة الكويت.

شاركها.