حزب الله يرفض قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة

أعلن حزب الله موقفه الرافض لقرار الحكومة اللبنانية الأخير الذي يهدف إلى وضع خطة لتطبيق مبدأ حصر السلاح بيد الدولة. البيان الصادر عن الحزب، عقب جلسة مجلس الوزراء، وصف القرار بأنه “خطيئة كبرى” وأكد أنه سيتعامل معه على أنه غير موجود. واعتبر الحزب أن هذا القرار يجرد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي ويؤدي إلى إضعاف قدرة لبنان وموقفه في مواجهة ما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الأمريكي”.

الخلفية التاريخية والسياسية

تاريخيًا، نشأ حزب الله في الثمانينات كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، واستمر في تعزيز قدراته العسكرية والسياسية على مر العقود. وقد شكلت قضية سلاح الحزب محورًا للجدل السياسي في لبنان، حيث يرى البعض أنه يمثل قوة دفاعية ضرورية ضد التهديدات الإسرائيلية، بينما يعتبر آخرون أن وجود هذا السلاح خارج إطار الدولة يشكل تحديًا لسيادتها.

موقف حزب الله وتحليل الموقف

يستند حزب الله في رفضه للقرار إلى الفقرة الخامسة من البيان الوزاري للحكومة، التي تذكر “الإجراءات اللازمة لتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي”. ويرى الحزب أن سلاحه جزء لا يتجزأ من هذه الإجراءات الشرعية. ومع ذلك، يثير هذا الموقف تساؤلات حول كيفية توافق الاعتراف بشرعية البيان الوزاري مع رفض قرارات الحكومة المستندة إليه.

يمكن تفسير موقف الحزب بأنه محاولة للحفاظ على دوره العسكري والسياسي الذي اكتسبه عبر السنوات. كما يعكس هذا الرفض تخوفًا من فقدان النفوذ الذي يمثله السلاح بالنسبة للحزب في المعادلة السياسية الداخلية والإقليمية.

التداعيات المحتملة

يشير موقف حزب الله الصارم إلى احتمالية تصاعد التوترات السياسية وربما الأمنية داخل لبنان. فالاتهامات المتبادلة بين الحكومة والحزب قد تؤدي إلى مواجهة سياسية مفتوحة قد تتجاوز حدود الجدل السياسي المعتاد.

وجهات النظر المختلفة

الحكومة اللبنانية: ترى أن حصر السلاح بيد الدولة خطوة ضرورية لتعزيز سيادة القانون وتقوية مؤسسات الدولة. وتعتبر القرار جزءًا من جهودها لإعادة بناء الثقة الدولية والمحلية بمؤسسات الحكم.

المعارضة الداخلية: هناك قوى سياسية داخل لبنان تدعم قرار الحكومة وترى فيه خطوة نحو استعادة السيادة الكاملة للدولة وتخفيف التوترات الطائفية والسياسية.

الدعم السعودي: المملكة العربية السعودية تدعم خطوات تعزيز سيادة القانون وتقوية مؤسسات الدولة في لبنان. ومن خلال دعمها لهذه الجهود، تعكس السعودية دورها الدبلوماسي والاستراتيجي في المنطقة بما يعزز الاستقرار الإقليمي.

الخلاصة

في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد اللبناني معقدًا ومتعدد الأبعاد. فبينما تسعى الحكومة لتعزيز سلطتها وسيادتها عبر حصر السلاح بيد الدولة، يتمسك حزب الله بدوره كمقاومة ضد إسرائيل ويعتبر قرارات الحكومة تهديدًا لموقعه ونفوذه. وفي هذا السياق المتشابك، تلعب القوى الإقليمية والدولية دورًا محوريًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسار الأحداث المستقبلية في لبنان.

شاركها.