أثارت منصة “سمكس” (SMEX) المتخصصة في السلامة الرقمية، مخاوف بشأن تطبيق “أب كلاود” (AppCloud) المثبت مسبقًا على هواتف سامسونغ من فئتي “إيه” (A) و “إم” (M) في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا. هذا التطبيق، غير القابل للإزالة، يجمع البيانات ويثير تساؤلات حول الخصوصية والأمن، خاصةً مع ارتباطه بشركة إسرائيلية، مما يزيد من القلق حول تطبيقات التجسس وعلاقتها بجهات خارجية.
يأتي “أب كلاود” كتطبيق نظام مثبت بشكل افتراضي، ولا يمكن للمستخدمين حذفه بالطرق التقليدية. وتكمن المشكلة في عدم وجود سياسة خصوصية واضحة متاحة للعامة، بالإضافة إلى عدم إمكانية إيقاف تشغيله، مما يثير الشكوك حول كيفية استخدام البيانات التي يجمعها. وقد تصاعدت هذه المخاوف مؤخرًا بعد انتشار تغريدة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) تتهم التطبيق بأنه برنامج تجسس.
ما هو تطبيق “أب كلاود” وكيف وصل إلى هواتف سامسونغ؟
“أب كلاود” هو تطبيق بحجم 30 ميغابايت يهدف إلى اقتراح تطبيقات وألعاب جديدة للمستخدمين بناءً على سلوكهم وأنماط استخدامهم. يقوم التطبيق بتحليل التطبيقات المثبتة والفئات التي يهتم بها المستخدم، ثم يقدم توصيات بناءً على ذلك. ومع ذلك، فإن آليات جمع البيانات التي يتبعها التطبيق هي التي أثارت الجدل.
وفقًا لفريق “سمكس”، فإن التطبيق مرتبط بشركة “أيرون سورس” (ironSource) الإسرائيلية، والتي استحوذت عليها شركة “يونتي” (Unity) الأمريكية مؤخرًا. اشتهرت “أيرون سورس” بجمع البيانات دون موافقة صريحة من المستخدمين، وهو ما يثير مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا. بدأت هذه الشراكة بالاتساع عام 2022، مما أدى إلى تثبيت التطبيق مسبقًا على أجهزة سامسونغ.
مخاوف تتعلق بجمع البيانات
لا يقتصر عمل “أب كلاود” على اقتراح التطبيقات فحسب، بل يمتد ليشمل جمع معلومات تفصيلية حول الجهاز، بما في ذلك بيانات الموقع الجغرافي والبصمة البيومترية. ويُعتقد أن هذه البيانات تستخدم لتخصيص الإعلانات وعرض المحتوى ذي الصلة، ولكن قد يكون لها أيضًا استخدامات أخرى غير معلنة.
المثير للقلق هو أن المستخدمين لا يحصلون على فرصة واضحة لرفض عملية تثبيت التطبيقات الأخرى التي يقترحها “أب كلاود”. الأولوية تُعطى لتحقيق الأرباح من خلال تثبيت تطبيقات مدفوعة، مما يجعله بمثابة برنامج زائد وغير ضروري. كما أن عملية إزالته تتطلب صلاحيات جذر (root access) للهاتف، وهي عملية معقدة وتنطوي على مخاطر كبيرة.
أمن الهاتف يعتبر من أهم الأولويات للمستخدمين، ووجود تطبيق يجمع البيانات بشكل خفي يهدد هذا الأمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن الارتباط بشركة إسرائيلية يثير قضايا قانونية وأخلاقية في بعض دول المنطقة التي تحظر التعامل مع الشركات الإسرائيلية.
حتى الآن، لم تصدر شركة سامسونغ أي بيان رسمي يرد على هذه الاتهامات. وقد أبلغ مستخدمون عن هذه المشكلة في الماضي، بما في ذلك منشور على منصة “ريديت” قبل عامين، حيث زعموا أنهم تواصلوا مع كل من “غوغل” و”سامسونغ” دون تلقي أي رد. هذا الصمت يزيد من حدة القلق حول خصوصية المستخدم.
الآثار المترتبة والمستقبل
تُعد هذه القضية بمثابة تذكير بأهمية قراءة سياسات الخصوصية الخاصة بالتطبيقات قبل تثبيتها، وفهم كيفية جمع البيانات واستخدامها. كما أنها تسلط الضوء على الحاجة إلى زيادة الشفافية من جانب الشركات المصنعة للهواتف الذكية بشأن التطبيقات المثبتة مسبقًا. و قد تزيد هذه القضية من الضغط على سامسونغ لتقديم حلول لتمكين المستخدمين من إزالة التطبيق أو على الأقل التحكم في بياناتهم.
من المتوقع أن يراقب خبراء الأمن الرقمي هذه القضية عن كثب، وأن يقدموا توصيات للمستخدمين حول كيفية حماية خصوصيتهم. كما أن هناك احتمالًا أن تثير هذه القضية تدخلًا من الجهات الحكومية المعنية بحماية المستهلك والأمن السيبراني. و يجب على المستخدمين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا أن يكونوا على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لحماية بياناتهم الشخصية.
في المستقبل القريب، يجب أن ننتظر ردًا رسميًا من سامسونغ بشأن هذه الاتهامات. من الضروري أيضًا متابعة التطورات المتعلقة بسياسات الخصوصية لشركة “يونتي” بعد استحواذها على “أيرون سورس”، وتقييم تأثير ذلك على خصوصية المستخدمين.






