تراجع “تسلا” في أوروبا
تأتي بريطانيا وفرنسا ضمن الدول الأوروبية التي تراجعت فيها “تسلا” بشكل ملحوظ، مع اكتساب المنافسين الذين قدموا موديلات أحدث مكاسب على صانع السيارات الكهربائية وذلك في ظل ما تقوله الاستطلاعات أن الرأي العام أصبح غاضباً من الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
يخوض ماسك تجربة بارزة في عالم السياسة حيث يهيمن على جزء كبير من حملته الانتخابية لعام 2024 دعمه المالي لدونالد ترامب، الذي أنفق عليه الرئيس التنفيذي الملياردير 250 مليون دولار في حملة أثبتت نجاحها للعودة إلى البيت الأبيض.
اقرأ أيضاً: السيارات ذاتية القيادة تبشر بصعود جديد في أسهم «تسلا»
كما أثار الجدل بدعمه الصريح للأحزاب اليمينية المتطرفة في بريطانيا وألمانيا على منصة التواصل الاجتماعي إكس.
انخفاض مبيعات “تسلا”
وانخفضت مبيعات تسلا في المملكة المتحدة بنحو 12% في يناير حتى مع ارتفاع تسجيل السيارات الكهربائية الشهرية في أكبر سوق للبطاريات الكهربائية في أوروبا إلى مستوى قياسي وفقًا للبيانات التي نشرتها شركة “نيو أوتوموتيف.
ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 63% في مبيعات يناير لشركة تسلا في فرنسا وانخفاض بنسبة 44% و38% في السويد والنرويج وانخفاض بنسبة 42% في هولندا.
وفي كاليفورنيا، التي تعد أكبر سوق للسيارات في الولايات المتحدة بأكثر من 1.7 مليون عملية تسجيل لمركبة في عام 2024 انخفضت مبيعات تسلا بنسبة 12%.
اقرأ أيضاً: بنسبة 3.1%.. أسهم شركة تسلا تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا
في عام 2024، سجلت شركة تسلا أول انخفاض سنوي لها على الإطلاق في عمليات التسليم على الرغم من أنها لا تزال الشركة الرائدة في بيع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. وقال ماسك إنه سيطلق قريبًا سيارات كهربائية أرخص طال انتظارها في عام 2025، وزادت الشركة من تركيزها على تقنيات القيادة الذاتية.
أول تراجع لمبيعات السيارات الكهربائية
تراجعت الشركة من المركز الثاني لمبيعات السيارات الكهربائية في بريطانيا في يناير 2024 إلى المركز السابع خلف شركات: فولكس فاجن ومرسيدس وبيجو التابعة لستيلانتس والتي سجلت جميعها مبيعات أعلى.
نظرة سلبية تجاه إيلون ماسك
تظهر العديد من استطلاعات الرأي أن المستهلكين لديهم آراء متباينة بشأن ماسك.
أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع “إليكتريفاينج” في أواخر يناير أن 59% من مالكي السيارات الكهربائية البريطانيين والذين يعتزمون شراء مثل هذه السيارة أحجموا عن الشراء بسبب الشكل السلبي الذي أحاط به ماسك نفسه.
قالت جيني باكلي الرئيسة التنفيذية لشركة “إليكتريفاينج”: “إن تأثير ماسك على العلامة التجارية أصبح مثيرًا للاستقطاب بشكل متزايد ما يدفع العديد من المشترين إلى البحث عن علامات أخرى”.
أضافت :”يتوفر الآن أكثر من 130 طرازًا رئيسيًا من السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة الآن مقارنة بـ 25 فقط في عام 2020 ما يقول بتعاظم المنافسة “.
وانخفضت نسبة السويديين الذين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه تسلا إلى 11% في استطلاع أجرته شركة “نوفوس” بعد تنصيب ترامب مقارنة بـ 19% في استطلاع مماثل أجري في الفترة من 15 إلى 17 يناير، وفقًا لوكالة الأنباء السويدية التي قالت أن نسبة من لديهم وجهة نظر سلبية قفزت إلى 63% من 47%.
سبب أزمات “تسلا”
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الأبحاث “نيو أوتوموتيف” بن نيلمز:” إن مشاكل تسلا تنبع بدرجة أقل من تصرفات ماسك وأكثر من فشلها في إطلاق طراز رئيسي جديد منذ طراز واي في عام 2020 في حين أن المنافسين بما في ذلك شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية لديهم منتجات أحدث في السوق”.
وعلى الرغم من هذه العوامل، استمر أداء أسهم الشركة في التفوق السوقي حيث تضاعفت قيمة الأسهم بأكثر من الضعف خلال العام الماضي.
ويتم تداول السهم حاليًا بنسبة سعر إلى ربحية مستقبلية تتجاوز 131 متفوقة ليس فقط على شركات صناعة السيارات التقليدية ولكن أيضًا على أسهم التكنولوجيا عالية الارتفاع.