انتشر مقطع فيديو غير مُصنَّف على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن أحدث مجموعة من ملفات جيفري إبستين التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية. يزعم الفيديو، الذي يستغرق 12 ثانية، أنه يظهر انتحار إبستين في زنزانته بالسجن، لكن الوثيقة التي تسبقه في المجموعة تشير بوضوح إلى أن الفيديو لم يكن من مصدر وزارة العدل مباشرةً. هذا التطور أثار جدلاً حول ملفات إبستين وتدقيق المعلومات المتداولة.
تلقى صحفي مستقل رسالة بريد إلكتروني تتضمن الفيديو، مرفق بها رابط لملف على Google Drive. الرسالة، التي يرجع تاريخها إلى عام 2021، تطلب التحقق من صحة الفيديو. وقد أعلنت وزارة العدل عن إتاحة جميع السجلات غير المصنفة المتعلقة بقضية إبستين للعامة، لكن هذا الفيديو يثير تساؤلات جديدة حول الشفافية والتحقق.
الجدل حول مقطع فيديو انتحار إبستين
تداول حساب “Drop Site News” على منصة X الفيديو، مدعياً أنه يعود للرابع والعشرين من أغسطس 2019، وهو يوم وفاة إبستين. وقد تمكن البعض من العثور على الرابط من خلال نمط عناوين URL المستخدم في الإصدارات السابقة من ملفات إبستين التي نشرتها وزارة العدل. ومع ذلك، يبدو أن الرابط الخاص بالفيديو على موقع وزارة العدل معطل حاليًا.
في الوقت نفسه، صرح علي كبّاج، الصحفي المستقل الذي تلقى الفيديو، أنه عثر عليه على شبكة الإنترنت المظلمة وأرسله إلى محققي وزارة العدل في عام 2021 للتحقق من صحته. وأضاف أنه لم يتلق أي رد من المحققين.
تشابه الفيديو مع لقطات سابقة
يظهر الفيديو المتداول تشابهًا ملحوظًا مع مقطع فيديو ظهر على موقع YouTube في عام 2019، والذي وصفه من قام برفعه بأنه “عرض رسوميات ثلاثية الأبعاد”. وفقًا لتقارير إعلامية، قامت وزارة العدل بإزالة بعض الملفات الأخرى من موقعها الإلكتروني لمزيد من المراجعة والتعديل.
تأتي هذه التطورات في ظل تكثيف التدقيق في الظروف المحيطة بوفاة جيفري إبستين. وفي تقرير صدر في يونيو 2023، خلص مكتب المفتش العام لوزارة العدل إلى أنه لم تكن هناك كاميرا فيديو في زنزانة إبستين. وذكر التقرير أن نظام تسجيل الفيديو الرقمي في مركز احتجاز مانهاتن (MCC New York) كان معطلاً في ليلة وفاة إبستين.
تلاعب بالفيديوهات المتوفرة
وعلى الرغم من أن التحقيق الرسمي حكم على وفاة إبستين بأنها انتحار، إلا أن نظريات المؤامرة لا تزال منتشرة. هذا الأمر ازداد بعد نشر وزارة العدل لمقاطع فيديو مراقبة من كاميرا عاملة في السجن، حيث كشفت تحليلات لاحقة – بما في ذلك تحليلات أجراها موقع WIRED – أن البيانات الوصفية تشير إلى أن هذه اللقطات قد تم تعديلها.
الأمر الذي أثار المزيد من الشكوك هو أن الفيديو الذي نشرته وزارة العدل كان عبارة عن جزأين تم دمجهما معًا، مما أدى إلى حذف ما يقرب من ثلاث دقائق من اللقطات. هذا التلاعب بالبيانات يثير تساؤلات حول دوافع وزارة العدل وشفافيتها في التعامل مع قضية إبستين.
قانون الشفافية وتداعياته
تم إقرار قانون “ملفات إبستين للشفافية” (Epstein Files Transparency Act) بهدف إلزام وزارة العدل بنشر جميع السجلات غير المصنفة المتعلقة بالتحقيق والمحاكمة في قضية إبستين. وقد تضمن ما تم نشره حتى الآن صورًا لمنزل إبستين في الجزيرة وتاون هاوس في مانهاتن، بالإضافة إلى سجلات سفر وأوراق المحكمة التي تتعلق بأشخاص مقربين منه، مثل غيسلين ماكسويل، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
تعتبر قضية إبستين من بين القضايا التي حظيت باهتمام إعلامي وقانوني واسع النطاق بسبب طبيعة التهم الموجهة إليه وشخصياته البارزة المرتبطة به. الجدل المستمر حول ملفات إبستين يعكس الرغبة في الوصول إلى الحقيقة الكاملة وكشف جميع الحقائق المتعلقة بهذه القضية المعقدة.
من المتوقع أن تواصل وزارة العدل نشر المزيد من الملفات المتعلقة بالقضية في الأسابيع والأشهر القادمة، امتثالاً لقانون الشفافية. ومع ذلك، قد تظل بعض الملفات سرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو التحقيقات الجارية. سيكون من المهم متابعة هذه التطورات وتقييم المعلومات الجديدة التي تظهر بعناية لتقديم صورة كاملة وواضحة عن قضية جيفري إبستين.






