:

أعلنت شركة بالو ألتو نتوركس (Palo Alto Networks) عن استحواذها على شركة كرونوسفير (Chronosphere) المتخصصة في إدارة ومراقبة الأنظمة السحابية مقابل 3.35 مليار دولار. يهدف هذا الاستحواذ إلى تعزيز قدرات الشركة في مجال الأمن السيبراني والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين خدماتها، وذلك في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية التي تشهدها الشركات والمؤسسات حول العالم. جرى الإعلان عن الصفقة يوم الأربعاء، وتعد خطوة إضافية لبالو ألتو نتوركس في توسيع نطاق حلولها الأمنية.

يأتي هذا الإعلان بعد أشهر قليلة من إعلان الشركة عن نيتها الاستحواذ على شركة سايبرارك (CyberArk) المتخصصة في أمن الهوية، بقيمة تقارب 25 مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم إغلاق كلا الصفقات في النصف الثاني من العام المالي 2026. يوضح هذا التوجه استراتيجية بالو ألتو نتوركس نحو تقديم حلول أمنية شاملة ومتكاملة في مختلف المجالات.

بالو ألتو نتوركس تعزز قدراتها في مجال الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي

تعتزم بالو ألتو نتوركس دمج تقنيات كرونوسفير مع منصة Cortex AgentiX الخاصة بها. سيسمح هذا الدمج باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي على البيانات التي توفرها كرونوسفير للكشف عن المشاكل المتعلقة بالأداء، والتحقيق بشكل مستقل في الأسباب الجذرية لهذه المشاكل. يُعتبر هذا التكامل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستجابة التلقائية للتهديدات وتحسين كفاءة العمليات الأمنية.

يُذكر أن قيمة الاستحواذ على كرونوسفير تبلغ حوالي 21 ضعفًا من إيراداتها السنوية المتكررة، والتي تجاوزت 160 مليون دولار أمريكي بنهاية سبتمبر 2025. هذا مؤشر على الثقة الكبيرة التي تضعها بالو ألتو نتوركس في إمكانات كرونوسفير وقدرتها على المساهمة في نمو أعمالها.

تأثيرات الصفقة على سوق الأمن السحابي

يعكس هذا الاستحواذ الاهتمام المتزايد بالحلول الأمنية المخصصة للأنظمة السحابية حيث تتجه الشركات بشكل متزايد إلى اعتماد الحوسبة السحابية. الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايد الأهمية في هذا المجال لمواكبة التهديدات المتطورة بسرعة.

وفقًا لمحللين في DA Davidson، فإن الإعلان عن صفقة كرونوسفير قبل إتمام صفقة سايبرارك قد أثر سلبًا على أسهم بالو ألتو نتوركس، حيث انخفضت بنسبة تزيد عن 3٪ بعد الإعلان. ومع ذلك، يعتبر هذا الاستحواذ استثمارًا استراتيجيًا طويل الأجل يهدف إلى تعزيز مكانة الشركة في السوق.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت بالو ألتو نتوركس عن رفع توقعاتها لإيراداتها وأرباحها السنوية، متوقعة زيادة في الطلب على حلولها الأمنية نتيجة لتصاعد التهديدات الإلكترونية، بما في ذلك الهجمات التي ينفذها الجهات الحكومية وعصابات برامج الفدية الأكثر تطوراً.

الطلب المتزايد على حلول الأمن السيبراني يدعم النمو

أظهرت نتائج الربع الأول الذي انتهى في 31 أكتوبر نموًا في الإيرادات بنسبة 15.6٪ لتصل إلى 2.47 مليار دولار. تتماشى هذه النتائج مع تقديرات المحللين، وفقًا لبيانات جمعتها شركة LSEG. يؤكد هذا الأداء القوي على أهمية قطاع الأمن السيبراني ومرونة الإنفاق فيه، حتى في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة.

ويتوقع المراقبون أن يستمر الطلب على برامج وخدمات الأمن السيبراني في النمو في السنوات القادمة، مدفوعًا بالزيادة المستمرة في الهجمات الإلكترونية وتعقيدها. تدرك الشركات والمؤسسات على نحو متزايد أهمية حماية بياناتها وأنظمتها من هذه التهديدات، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في مجال الأمن.

تستفيد شركات مثل بالو ألتو نتوركس بشكل كبير من هذا الاتجاه، حيث تقدم مجموعة واسعة من الحلول الأمنية التي تلبي احتياجات مختلف العملاء. كما أن تركيزها على الابتكار وتطوير تقنيات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، يساعدها على البقاء في صدارة المنافسة.

من المتوقع أن تستمر المباحثات القانونية والإدارية المتعلقة بصفقتي الاستحواذ على كرونوسفير وسايبرارك في الأشهر المقبلة. ستكون موافقة الجهات التنظيمية خطوة حاسمة لإتمام هذه الصفقات. يجب مراقبة تطورات هذه الصفقات وتأثيرها على سوق الحماية من التهديدات وقطاع أمن الشبكات.

شاركها.