تزايد ملحوظ في الإقبال على عمليات تجميلية خطيرة، مثل إزالة الأضلاع أو إعادة تشكيلها، بهدف الحصول على خصر نحيل للغاية، وذلك بالتزامن مع انتشار ما يسمى بـ “جسم أوزمبيك” (Ozempic body) الذي يتميز بالنحافة الشديدة بين المشاهير. هذه العمليات، التي قد تتجاوز تكلفتها 10 آلاف دولار، تحمل مخاطر صحية كبيرة، وتثير تساؤلات حول الضغوط المجتمعية المتعلقة بمعايير الجمال.
تقوم سيدات مثل إميلي جيمس، البالغة من العمر 28 عامًا، بخطوات جذرية لتحقيق ما يعتبرونه “الجسم المثالي”، حيث أنفقت 13,750 دولارًا على إزالة ستة أضلاع من قفصها الصدري. تأمل جيمس أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليل محيط خصرها من 32 بوصة إلى 24 بوصة، ولكنها تواجه الآن عواقب وخيمة.
العمليات الجراحية لتعديل القفص الصدري: هل تستحق المجازفة؟
تُعرف عملية إزالة الأضلاع باسم استئصال الضلع، وكانت موجودة منذ السبعينيات ولكنها لم تحظ بشعبية كبيرة بسبب مخاطرها. تستهدف هذه العملية عادة الضلع الحادي عشر والثاني عشر، وهما ما يُعرفان بالضلوع العائمة لأنهما غير متصلين بالعمود الفقري.
بشكل حديث، ظهرت تقنية جديدة تسمى إعادة تشكيل الضلع (RibXcar) في الولايات المتحدة بعد أن اكتسبت شعبية في أمريكا الجنوبية. تتضمن هذه التقنية كسرًا بسيطًا للضلوع ثم إعادة تشكيلها لتقليل محيط الخصر.
مخاطر صحية محتملة
تؤكد إميلي جيمس أنها ندمت بشدة على قرارها بإجراء عملية إزالة الأضلاع، مشيرة إلى أنها تعرضت لمخاطر تهدد أعضائها الحيوية. فقدان حماية الأضلاع للكبد والكلى قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حالة التعرض لحادث أو إصابة قوية. كما أن فترة التعافي كانت طويلة وشاقة، استمرت حوالي سبعة أشهر، مصحوبة بألم شديد.
يصف الجراحون عملية إعادة تشكيل الضلع بأنها “إجراء بسيط وغير جراحي” ولكنه لا يزال يحمل مخاطر، بما في ذلك الكسور غير الكاملة، والالتهابات، وآلام الأعصاب. ويشددون على أهمية ارتداء مشد للخصر لمدة 23 ساعة على الأقل يوميًا لمدة ثلاثة أشهر للمساعدة في تثبيت الضلوع في وضعها الجديد.
أحد الجراحين المتخصصين في هذه التقنية، الدكتور توماس ستيري، وصف RibXcar بأنها “سهلة وغير متشبثة بندوب”، معتبرًا أنها تخلق مظهراً مشدوداً للخصر بشكل طبيعي.
“جسم أوزمبيك” والضغط المجتمعي
يرتبط هذا التوجه المتزايد نحو عمليات تجميلية خطيرة بانتشار ما يسمى بـ “جسم أوزمبيك” بين المشاهير ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي. تشير التقارير إلى أن العديد من المشاهير يستخدمون أدوية تعتمد على GLP-1، مما يؤدي إلى فقدان الوزن السريع والحصول على قوام نحيل للغاية. هذه الظاهرة تزيد من الضغط على النساء، خاصة الشابات، لمحاكاة هذه المعايير غير الواقعية.
تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الضغط المجتمعي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات الأكل، وتدني احترام الذات، وزيادة الإقبال على عمليات التجميل الجراحية وغير الجراحية. وتضيف الدكتورة ليزلي كوبيل، وهي معالجة نفسية في مدينة نيويورك، أن هذه العمليات يمكن أن تقدم دفعة مؤقتة للثقة بالنفس، لكنها قد تعزز الاعتقاد بأن قيمة الشخص تعتمد على مظهره الخارجي.
العديد من النساء يشاركن تجاربهن الجديدة على وسائل الإعلام، مثل شيكي ما، التي خضعت لإجراء RibXcar مقابل 10 آلاف دولار استعدادًا لحفل زفافها في بالي، وستيفي دي، التي تعتبر إعادة تشكيل الضلع جزءًا من رحلتها لاستعادة ثقتها بنفسها بعد الولادة.
كما أن هناك زيادة في الطلب على هذه الإجراءات، حيث أفاد الدكتور رامسن عزيزي، وهو جراح تجميل معتمد، بأنه يشهد “إقبالاً صادمًا” من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين العشرينيات والستينيات.
بشكل عام، يرجح الخبراء أن استمرار هذا الاتجاه في عمليات تجميلية خطيرة يعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفر الأدوية التي تعزز فقدان الوزن، وتطور التقنيات الجراحية. يجب على النساء التفكير مليًا في المخاطر المحتملة، والتشاور مع الأطباء النفسيين قبل اتخاذ قرار بإجراء هذه العمليات.
في الوقت الحالي، من المتوقع أن تشهد الصناعة الجراحية نموًا مطردًا في مجال العمليات التجميلية غير الضرورية، مع زيادة الضغوط على الجهات التنظيمية للتحقيق في سلامة هذه الإجراءات ووضع معايير أكثر صرامة.






