مع فتح الأسواق الأمريكية للتداول أمس الاثنين خسرت شركات التكنولوجيا العملاقة حوالي تريليون دولار من قيمتها السوقية مما أدى إلى تعميق الانحدار الذي دفع مؤشر ناسداك إلى منطقة التصحيح الأسبوع الماضي.
لكن مؤشرات الأسهم تعافت جزئياً بعدما شهدت الأسواق العالمية حالة من الانهيار الكبير خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تكبدت الشركات الكبرى، المعروفة بأسم «العظماء السبعة»، خسائر فادحة. وتشمل شركات التكنولوجيا الرائدة هذه كل من: “أبل” و”مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” و”ميتا” و”تسلا” و”إنفيديا”، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
خسائر شركات التكنولوجيا الكبرى
خسرت شركة إنفيديا أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها السوقية عند جرس الافتتاح على الرغم من أنها استعادت بسرعة حوالي نصف خسارتها وأغلقت أسهم شركة صناعة الرقائق منخفضة بنسبة 6.4٪ بخسارة 168 مليار دولار.
فيما انخفضت القيمة السوقية لشركة أبل بنحو 224 مليار دولار وأمازون 109 مليارات دولار على التوالي عند افتتاح السوق.
اقرأ أيضاً: الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع جماعي
وأنهت شركة أبل تعاملات اليوم منخفضة بنسبة 4.8%، أو 162 مليار دولار من حيث القيمة السوقية. وانخفضت أمازون بنسبة 4.1% عند الإغلاق، أو 72 مليار دولار.
وإضافة إلى كل ذلك ظهرت انخفاضات حادة في شركات ميتا ومايكروسوفت وألفابت وتيسلا حيث خسرت شركات التكنولوجيا السبع الأكثر قيمة ما يزيد عن 995 مليار دولار في اللحظات الأولى من التداول لكنها انتعشت بعض الشيء مع تقدم التداول.
كيف بدأ انهيار البورصات؟
بدأت المخاوف بشأن حالة الاقتصاد يوم الجمعة الماضي عندما أدت البيانات المخيبة للآمال بشأن التصنيع وتسريح العمال إلى تأجيج المخاوف بشأن الاقتصاد.
وتفاقمت هذه المخاوف يوم الجمعة عندما أعلنت وزارة العمل عن أرقام أقل من المتوقع في الوظائف وارتفاع معدل البطالة في يوليو مما أدى إلى مخاوف من الركود وسرعان ما بدأ المتداولون في تسعير تخفيضات أسعار الفائدة بعد أن توقعوا أن البنك المركزي لن يفعل الكثير خلال بقية العام.
اقرأ أيضاً: الأسواق المالية العالمية تشهد انخفاضًا في تداولاتها اليومية
أشارت أسعار السوق يوم الاثنين إلى شبه يقين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية في اجتماعه في سبتمبر ثم يتبع ذلك تخفيضين في نوفمبر وديسمبر من شأنهم أن تصل بهم في المجموع إلى 1.25 نقطة مئوية.
وقال جون بيلتون مدير المحافظ الاستثمارية في “جابيلي فاندز”: ”إنها مجرد عاصفة مثالية من تباطؤ النمو والشعور بالعزوف عن المخاطرة وكل هذا يصل إلى ذروته وتبدأ عملية التصحيح والصعود لاحقًا”.
جرس إنذار للشركات العالمية
تعد خسائر «العظماء السبعة» بمثابة جرس إنذار للأسواق العالمية، مما يعكس الحاجة إلى سياسات اقتصادية أكثر توازنًا ومرونة لمواجهة التقلبات، وفق أنتوني بلاجر، المحلل في بنك “غولدمان ساكس”.
وأضاف بلاجر: “أدت هذه الخسائر إلى اهتزاز الثقة في سوق الأسهم العالمية، كما أثارت مخاوف واسعة النطاق بين المستثمرين والمحللين الاقتصاديين الذين يخشون دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود عميق”.
أسباب هبوط أسهم «العظماء السبعة»
أثار تقرير الوظائف الضعيف لشهر يوليو الصادر يوم الجمعة مخاوف من تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة ما أثار المخاوف من حدوث ركود.
التوالي في ثلاثة أيام، وهو أسوأ أداء لهم في ثلاثة أيام منذ أكثر من عامين.
قال كوينسي كروسبي كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة “إل بي إل فاينانشال”: ”بعد الارتفاع القوي منذ الخريف الماضي أصبحت التقييمات وتوجهات المستثمرين مختلطة وما تشهده الأسواق الآن هو تراجع في هذا التوجه الصعودي”.
تحملت أسهم الذكاء الاصطناعي العبء الأكبر من دوامة يوم الاثنين مع انخفاض أسهم “إنفيديا” و”آبل” بنحو 6% ونحو 5% على التوالي.
كما انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ألفابيت” و”أمازون” و”تيسلا” بنسبة تزيد عن 4%.
ارتفاع العقود الآجلة بعد هبوط
ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9% في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.9%.
كذلك ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2%.
وقفزت أسهم قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة بنحو 230 نقطة أو 0.6%. ويأتي الانتعاش بعد عمليات بيع حادة خلال التداولات العادية.
وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 1033.99 نقطة أو 2.6% في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 1033.99 نقطة أو 2.6%.
وانخفضت الأسهم الأمريكية 3% وسجل كلا المؤشرين أسوأ جلساتهما منذ سبتمبر 2022.
توقعات إيجابية رغم التراجع
ذكر كيث ليرنر الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في شركة “ترويست”: “من المبكر للغاية أن نقول إن السوق وصلت إلى أدنى مستوياتها حيث أنه من الصحيح القول أنها لحقت بها أضرار كبيرة ومن المرجح أن تستغرق عملية الإصلاح بعض الوقت ومع ذلك يبدو أن نسبة المخاطرة أو المكافأة تتحسن تدريجياً مع عودة مستوى التوقعات الإيجابية”.