قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر إنه يتم مخاطبة مجلس الأمن على إثر تصعيد بالغ الخطورة، ويعد تهديدا للسلم والأمن الإقليمي، ومن ثم فهو يقع في صميم ولاية المجلس بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
الهجوم الإسرائيلي
وأكد أن الهجوم الإسرائيلي استهدف أحد المقرات السكنية المخصصة من قبل الدولة لسكن الوفود التفاوضية، ضمن سلسلة الوساطات المتعددة التي تقوم بها قطر.
ولفت إلى أن تلك المباني يقيم فيها أعضاء وموظفين الوفد التفاوضي لحركة حماس وعائلتهم بشكل علاني ومعروف لكل المعنيين بالوساطة، بل وللإعلاميين والدبلوماسيين الذين عقدوا لقاءات مع أعضاء الوفد فيها.
إجراءات الاستدلال الفني
وأشار إلى أنه بعد مباشرة الأجهزة الأمنية إجراءات الاستدلال الفني والتحقق من هوية الأشخاص الذين أصيبوا في القصف الإسرائيلي، تبين أنه أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وكان منهم الشهيد المواطن القطري الوكيل عريف بدر سعد محمد الذي كان يبلغ من العمر 22 عاما، والذي استشهد أثناء أداء واجبه.
وأوضح أن هناك عدد من الإصابات التي لحقت بالمدنيين ومنتسبين قوات الأمن الداخلي القطرية، والمناط بهم حماية المجمع، بإصابات تتفاوت من متوسطة إلى بليغة، وجميعهم يتلقون الرعاية الطبية حاليا.
وأكد على مواصلة إجراءات الاستدلال وجمع المعلومات والتعرف على باقي المفقودين في الموقع، بالإضافة إلى ما حدث من ترويع المواطنين من المدنيين والأطفال في حي سكني ملئ بالمدارس ودور الحضانة والبعثات الدبلوماسية.
انتهاكا سافرا للسيادة
وشدد على أن ما حدث يمثل انتهاكا سافرا لسيادة دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، قامت به قيادة متطرفة بعيدة كل البعد عن سلوك الدول المتحضرة المؤمنة بالسلام.
وأكد أن انتهاك سيادة دولة تبذل جهودا حثيثة من أجل وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح يضع النظام الدولي برمته أمام اختبار حقيقي، مشيرا إلى أن إسرائيل تجاوزت بقيادة المتطرفين جميع الحدود التر تفرضها الأعراف والقوانين الدولية، بل حتى أبسط الأصول الأخلاقية في التعامل ليس مع الدول، بل حتى بين البشر، ولم يعد ممكن التنبؤ بما يمكن أن تفعله.
وتساءل قائلا: «فكيف يزورون مسؤولون إسرائيليون للتفاوض ويتم استضافتهم على أرض قطر وقيادتهم تخطط لقصفها بعد أيام؟ بل ويقصفونها فعلا، هل سمعتم عن دولة تهاجم دولة الوساطة بطائرات حربية مقاتلة وتعمل خلال العملية التفاوضية على قصف أعضاء الوفود التي تفاوضها في مقر اجتماعاتهم؟، ومن ثم يخرج رئيس وزرائها بتبريرات مشينة، ومقارنات مغلوطة يحاول فيها شرعنة فعلته التي ادانها العالم أجمع، بينما كان ينبغي استذكار نموذج طالبان، والتي كان لها مكتبا سياسيا بالدوحة كقناة للتواصل، وأثمرت هذه القناة للتوصل إلى اتفاق إحلال السلام في أفغانستان الذي أفضى إلى إنهاء الحرب بعد عقود مريرة، ولم تخدم الولايات المتحدة خلال فترة تفاوضها على استهداف مفاوضيها على مر كل هذه السنين.