|

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي العربية والغربية ظاهرة ترفيهية جديدة عرفت بـ”تحدي الماء”، وتهدف إلى تقديم محتوى مرح ومثير للجمهور، حيث يقوم المتفاعلون بثقب زجاجة المياه وتصويرهم أثناء رشها على رؤوسهم وهم يرقصون بحركة دائرية، مع إضافة موسيقى معينة.

وسرعان ما أثار التحدي موجة من الغضب والسخط بين أهالي غزة والداعمين للقضية الفلسطينية، بسبب اهتمام بعض الناشطين والمشاهير العرب على مواقع التواصل بتطبيق التحدي في الوقت الذي يحلم فيه الأطفال بغزة بالحصول على نقطة مياه يروون فيها عطشهم بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 10 أشهر.

كما أثار التحدي بعض التساؤلات عن سبب هدر المياه دون الاستفادة منها، خصوصا في ظل معاناة العديد من الناس حول العالم من آثار الحروب التي تسبب نقصا حادا في المياه.

وشارك نشطاء عرب وصحفيون ومدونون من غزة في هذا الترند على طريقتهم، منتقدين هدر المياه بهذا الشكل في وقت يحتاج شعب غزة إلى كل نقطة مياه ولا يستطيع أي أحد إدخال المياه لهم أو توفيرها للصغار هناك.

ونشر الصحفي عبد الله العطار مقطع فيديو عبر حساباته على منصات التواصل لطفلة غزية صغيرة تشارك في تحدي الماء بطريقتها قائلة “في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بالترندات نحن نكافح من أجل الحصول على الماء ونسير مسافات للحصول عليه”.

وشارك أيضا المدون والممثل الكوميدي الأردني أيمن عبلي في التحدي، ولكن على طريقته، ووجّه رسالة انتقاد إلى كل من شارك فيه.

ويقول عبلي معاتبا “هذا كبيرنا نلعب فيها ونعمل ترند، أما أنه ندخل لأهلنا في غزة المياه ما بنقدر وكبيرة علينا”.

وعلق أحد المدونين على انتشار التحدي بين العرب قائلا “في الوقت الذي ينتشر فيه ترند الماء بين العائلات والأصدقاء هناك من يصطف في طوابير طويلة لساعات للحصول على قطرة، هناك على الجهة الأخرى في مكان اسمه غزة”.

وأشار مغردون إلى أنه ليس أهالي غزة وحدهم فقط من يعانون من نقص المياه، فالنازحون واللاجئون السودانيون يشاركونهم أيضا المعاناة نفسها نتيجة القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومصادر المياه في البلاد وجعل الحصول على مياه نظيفة أمرا شبه مستحيل في العديد من المناطق السودانية.

ولهذا السبب أصبح الوصول إلى مياه نقية حلما بعيد المنال لكثير من العائلات في كل من غزة والسودان، والتي تكافح يوميا لتأمين احتياجاتها الأساسية من الماء، في ظل تعقيدات سياسية وتحديات بيئية واقتصادية متزايدة.

من جانبه، علق الكاتب خالد فلاح العازمي على منصة “إكس” قائلا “نحتاج إلى تأمل عميق في تصرفاتنا، فالإسراف في الماء لا يعبر فقط عن تبذير غير مبرر، بل يشكل تجاهلا صارخا لمعاناة الفقراء الذين يعتبرون الحصول على الماء النظيف حلما بعيد المنال.

ودعا العازمي إلى أن نكون أكثر وعيا بمسؤولياتنا تجاه استخدام الموارد الطبيعية، وأن نعمل على بناء عالم يكون فيه العدل والإنصاف في متناول الجميع بدلا من الركض خلف الترندات وتطبيقها بشكل سطحي.

شاركها.