منح الرئيس الأميركي دونالد ترمب المجر إعفاء من العقوبات المفروضة على مشتريات النفط الروسي، في خطوة تُعدّ انتصاراً كبيراً لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
أكد أوربان ومسؤول أميركي -طلب عدم الكشف عن هويته- قرار ترمب بعد اجتماع جمع الزعيمين أمس في البيت الأبيض. استغل أوربان علاقته الوثيقة بحليفه الأيديولوجي للحصول على هذا الامتياز، في وقت زادت فيه المجر اعتمادها على الطاقة الروسية، بينما سعت غالبية دول الاتحاد الأوروبي إلى تقليص مشترياتها منها بشكل حاد عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
إعفاء شامل
قال أوربان للصحفيين بعد مأدبة غداء ثنائية مع ترمب أمس إن بلاده حصلت على “إعفاء شامل غير محدد المدة” يسمح لها بشراء النفط والغاز من روسيا عبر خطي الأنابيب الرئيسيين. وأضاف أن الاتفاق حقق مكاسب لترمب أيضاً، إذ وافقت المجر على حزمة من الاستثمارات الأميركية في قطاع الطاقة لديها.
اقرأ أيضاً: المجر ترفض مباشرة طلب ترمب بوقف مشتريات الطاقة الروسية
عاقب ترمب دولاً أخرى اشترت الطاقة الروسية -أبرزها الهند- معتبراً أن ذلك يُضعف جهوده الرامية لإنهاء غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، إذ فرض الرئيس الأميركي في وقت سابق من العام الجاري رسوماً جمركية 50% على البضائع الهندية.
جاء القرار الأميركي الشهر الماضي بفرض عقوبات على أكبر شركات النفط الروسية ليهدد بتقويض مساعي أوربان للفوز بولاية خامسة متتالية في الانتخابات المقررة العام المقبل.
أسهم الركود الاقتصادي، واتهامات الفساد الواسع، وأزمة تكاليف المعيشة في تعزيز موقع حزب معارض ناشئ الذي تقدم بنحو 10 نقاط مئوية في بعض استطلاعات الرأي قبيل انتخابات أبريل المقبل، التي تُعد التحدي الأصعب لحكم أوربان المستمر منذ 2010.
أشاد ترمب بأوربان قائلاً إنه أدى “عملاً رائعاً” ووصفه بأنه “قائد عظيم”، مجدداً دعمه العلني لإعادة انتخابه.
نقص الطاقة
كما تبنّى الرئيس الأميركي حجج أوربان بأن المجر المحاطة باليابسة لا تملك بدائل واقعية عن الطاقة الروسية، متناقضاً مع تصريحات مسؤولين في إدارته أشاروا إلى وجود خط أنابيب عبر كرواتيا يمكنه نقل الخام من البحر الأدرياتيكي. قال ترمب قبل لقائه بأوربان: “ليس لديهم بحر وليس لديهم موانئ ومن الصعب جداً عليهم الحصول على طاقة غير روسية”.
في الواقع، ضاعف أوربان اعتماده على الطاقة الروسية بسبب انخفاض أسعارها، ما أتاح له الوفاء بتعهده الرئيسي بالإبقاء على أسعار الطاقة منخفضة للأسر المجرية. كما عزز هذا النهج علاقاته مع الكرملين، إذ تُعد بودابست أقرب شريك لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي.
طالع المزيد: أوربان يحذر من “فوضى” إذا فاز حزب مؤيد للاتحاد الأوروبي بانتخابات المجر
لكن من غير الواضح ما إذا كان الحفاظ على الوضع القائم في واردات الطاقة الروسية كافياً لضمان إعادة انتخاب أوربان، الذي كان يعول على تدفق الاستثمارات بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وهي استثمارات لم تتحقق بعد. وبدلاً من ذلك، كان أوربان هو من أعلن أمس عن صفقات جديدة لصالح بلاده.
مفاعلات نووية
وقعت المجر عقداً بقيمة 100 مليون دولار مع شركة “وستنغهاوس إلكتريك” (Westinghouse Electric ) لشراء وقود نووي لمحطة الطاقة النووية المجرية التي تعتمد حالياً على روسيا في التوريد. كما أعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في نفس الإفادة الصحفية مع أوربان أن بلاده تتفاوض على عقد مدته خمس سنوات لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
أضاف سيارتو أن الجانبين يجريان أيضاً محادثات بشأن شراء المجر ما يصل إلى 12 مفاعلاً نووياً صغيراً ضمن صفقة قد تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار، مع احتمال شراء عدد أقل من مفاعلات الطاقة النووية.
اقرأ أيضاً: حلم نووي أوروبي بتكلفة 130 مليار يورو يواجه مصاعب التمويل
قال شخص مطلع على المفاوضات إن هذه الصفقة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مشروع توسعة المحطة النووية المجرية الذي تقوده روسيا، والذي طال تأجيله، إذ من المقرر أن تبدأ شركة “روساتوم” (Rosatom) الروسية في صب الخرسانة الأولى للمفاعلات النووية الجديدة في فبراير المقبل، أي بعد نحو 12 عاماً من توقيع العقد الأصلي.






