يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح بيرو صفة “الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو”، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع دولة تعتبر شريكًا مهمًا في مكافحة المخدرات والتصدي للنفوذ الإقليمي المتزايد لفنزويلا. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود الإدارة الأمريكية لتوسيع تحالفاتها في أمريكا اللاتينية، وتصعيد الضغط على حكومة فنزويلا المتهمة بدعم أنشطة إجرامية.

أبلغ البيت الأبيض الكونجرس الأمريكي، يوم الخميس، بنيته المضي قدمًا في هذا التصنيف، وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة. تعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة دعم قوية للحكومة البيروفية الجديدة، التي تعهدت بمكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

أهمية تصنيف بيرو كحليف رئيسي

لا يقتصر تصنيف بيرو كحليف رئيسي على الجانب الرمزي فحسب، بل يمنحها امتيازات ملموسة في مجالات الدفاع والاقتصاد. تشمل هذه الامتيازات الأهلية للمشاركة في المناقصات الحكومية الأمريكية لإصلاح وصيانة المعدات العسكرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل الخبرات في مجال الأمن.

تأتي هذه الخطوة بعد منح الإدارة الأمريكية نفس الصفة للمملكة العربية السعودية في وقت سابق، مما يعكس رغبة واشنطن في تنويع تحالفاتها الاستراتيجية على مستوى العالم. تنضم بيرو الآن إلى مجموعة تضم 20 دولة أخرى تتمتع بهذه الشراكة المميزة مع الولايات المتحدة.

السياق الإقليمي وتصعيد التوترات مع فنزويلا

يأتي قرار ترامب في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث تتهم واشنطن حكومة فنزويلا بتمويل أنشطة تهريب المخدرات ودعم الجماعات الإرهابية. وقد لوح ترامب في السابق بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على فنزويلا، وحتى بشن عمليات عسكرية ضد أهداف مرتبطة بتهريب المخدرات في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى حشد المزيد من الدعم من دول أمريكا اللاتينية لجهودها في مكافحة المخدرات، والتي تعتبر تهديدًا أمنيًا كبيرًا للولايات المتحدة. تعتبر بيرو، باعتبارها دولة عبور رئيسية للمخدرات القادمة من كولومبيا وبوليفيا، شريكًا حيويًا في هذه الجهود.

تولى خوسيه جيري منصب الرئيس البيروفي في أكتوبر الماضي، بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي. وتواجه حكومته تحديات كبيرة، بما في ذلك مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

مكافحة المخدرات والتعاون الأمني

تعتبر مكافحة المخدرات أحد الركائز الأساسية للعلاقات بين الولايات المتحدة وبيرو. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات فنية ومالية كبيرة لبيرو لدعم جهودها في القضاء على زراعة الكوكا وتصنيع المخدرات وتهريبها.

وتشمل هذه المساعدات توفير التدريب والمعدات لقوات الشرطة والحرس الوطني البيروفي، بالإضافة إلى دعم برامج التنمية البديلة التي تهدف إلى مساعدة المزارعين على التحول إلى زراعة محاصيل قانونية.

بالإضافة إلى مكافحة المخدرات، تتعاون الولايات المتحدة وبيرو في مجالات أخرى مثل مكافحة الإرهاب والجريمة السيبرانية وغسل الأموال. وتعتبر هذه الشراكة الأمنية ضرورية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح المشتركة.

وتشهد منطقة أمريكا اللاتينية جهودًا متزايدة من قبل الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها مع الدول التي تتشارك معها نفس القيم والمصالح. وتشمل هذه الدول، بالإضافة إلى بيرو، الأرجنتين وكولومبيا والبرازيل.

من المتوقع أن يرسل الرئيس ترامب رسميًا الإخطار إلى الكونجرس لبدء عملية التصنيف، والتي قد تستغرق عدة أسابيع. وسيخضع هذا الإخطار لمراجعة من قبل لجان الكونجرس المعنية، والتي قد تطرح أسئلة أو تطلب معلومات إضافية.

يبقى من غير الواضح كيف ستتطور العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في المستقبل، وما إذا كانت التوترات ستتصاعد إلى مواجهة عسكرية. ومع ذلك، فإن تصنيف بيرو كحليف رئيسي يمثل خطوة مهمة في جهود الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في أمريكا اللاتينية والتصدي للتهديدات الأمنية في المنطقة.

شاركها.