وقعت تركيا العديد من عقود الغاز الطبيعي المسال خلال مؤتمر دولي بارز في هذا المجال هذا الأسبوع، مما يُعزز طموحاتها في مجال التجارة الخارجية ويقلل اعتمادها على مورديها التقليديين روسيا وإيران.

شركة “بوتاش” الحكومية للغاز أبرمت ثماني اتفاقيات مع شركات طاقة عالمية رائدة خلال مؤتمر “غاز تك” في ميلانو، مما يضمن لها الحصول على حوالي 6 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، أي ما يُقارب نصف وارداتها من هذا الوقود في عام 2024.

الإمدادات الجديدة تعني أن تركيا قد استوفت، خلال يومين فقط، الطلب الإضافي المتوقع من قبل الحكومة حتى عام 2030. كما جعل هذا تركيا الدولة الأكثر نشاطاً في توقيع العقود خلال المؤتمر، مُؤكدةً بذلك سعيها لتنويع مصادر إمداداتها مع اقتراب انتهاء العقود القديمة.

مواجهة نقص محتمل في إمدادات الغاز الروسي

قال أوليمب ماتي، المحلل في “بلومبرغ إن إي إف”: “قد تساعد هذه العقود قصيرة الأجل في تخفيف أي نقص محتمل في الإمدادات على المدى القريب، نظراً لعدم وضوح مصير تجديد بعض عقود إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب”.

اقرأ أيضاً: تركيا تخفض توقعات نمو الاقتصاد وتبقي الأولوية لمكافحة التضخم

لم تتضمن بعض الإعلانات تفاصيل رئيسية مثل مدة العقد وحجم الإمداد السنوي، لكن معظمها عقود لمدة ثلاث سنوات تبدأ من عام 2026.

مع نمو إنتاج تركيا من البحر الأسود، قد ينتهي الأمر بالمستورد القديم بامتلاك كميات غاز تفوق احتياجاته بناءً على مزيج الإمدادات الحالي.

ولموازنة ذلك، قد تُخفّض أنقرة مشترياتها الفورية من الغاز الطبيعي المسال، أو تتفاوض على كميات أقل في عقود خطوط الأنابيب طويلة الأجل مع الموردين التقليديين روسيا وإيران، والذين من المقرر انتهاء صلاحيتهما العام المقبل.

“بوتاش” توسع دورها وتفتح مكتباً في سويسرا

هناك خيار آخر يتمثل في إعادة بيع بعض الفائض في الأسواق الخارجية، لتوسيع محفظة تداولها، في الوقت الذي تسعى فيه “بوتاش” إلى تجاوز دورها التقليدي كمستورد حكومي. وتسعى الشركة إلى شراء أو استئجار سفن لنقل الغاز الطبيعي المسال، وفتح مكتب سويسري لدعم جهودها التجارية، وفقاً لما ذكرته بلومبرغ سابقاً.

لم يتضح بعد ما إذا كانت الاتفاقيات الجديدة تتيح لتركيا إعادة توجيه شحنات الغاز إلى أسواق أخرى، كما هو الحال في عقود مماثلة أبرمتها في عام 2024، إلا أن وجود شركات أميركية كبرى بين الموردين يُشير إلى إمكانية ذلك. وقد أكد وزير الطاقة ألبسيران بايراقدار مراراً على أهمية “المرونة” في تصريحاته خلال توقيع كل اتفاقية.

اقرأ أيضاً: التضخم في تركيا يتباطأ بأقل من المتوقع إلى 33% خلال أغسطس

وبجانب اتفاقيات التوريد المباشر، وقّعت شركة “بوتاش” اتفاقية تعاون مع شركة “عمان للغاز الطبيعي المسال” لزيادة سعة الإنتاج في سلطنة عمان، وللتنسيق في شؤون نقل الغاز. كما أبرمت مذكرة تفاهم مع شركة “بترو تشاينا” الدولية الصينية الكبرى بشأن تجارة الغاز الطبيعي المسال ونقله، إضافة إلى “التعاون في الأسواق الجديدة”، بحسب ما صرّح به بايراقدار على منصة “إكس”.

وقال الوزير في جلسة نقاشية يوم الثلاثاء: “نحتاج إلى كميات أكبر من الغاز. ونحن ندرس مشاريع أخرى مع شركائنا في آسيا الوسطى وبحر قزوين وأفريقيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط”.

شاركها.