أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، التزامه بمساعدة أوكرانيا في استعادة آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين يُعتقد أن روسيا قامت باختطافهم ونقلهم إلى أراضيها، في قضية أثارت جدلًا واسعًا على الصعيد الدولي.
وكانت الحكومة الأمريكية تموّل في السابق قاعدة بيانات متخصصة في توثيق أماكن وجود هؤلاء الأطفال، إلا أن إدارة ترامب قررت إيقاف هذا التمويل، وفقًا لما أكده مسؤولون أمريكيون.
اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي
ووفقًا لبيان مشترك صادر عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز، فقد ناقش ترامب هذه القضية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث أبدى اهتمامه بمصير الأطفال المفقودين، بمن فيهم أولئك الذين يُعتقد أنهم تعرضوا للخطف.
وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة “فرانس برس”، أن ترامب استفسر من زيلينسكي عن الأطفال الذين اختفوا من أوكرانيا أثناء الحرب، وأكد استعداده للعمل عن كثب مع جميع الأطراف المعنية لضمان عودتهم إلى ديارهم.
يأتي هذا الاتصال بعد يوم واحد من مكالمة أخرى أجراها الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما أثار تكهنات بشأن إمكانية توسط ترامب في هذه القضية الشائكة.
وقف تمويل توثيق أماكن الأطفال
وعلى الرغم من تعهد ترامب بمساعدة أوكرانيا في هذا الملف، فقد أوقفت إدارته تمويل مركز أبحاث كان يعمل على تتبع الأطفال الأوكرانيين المفقودين وتوثيق أماكن وجودهم.
وتأثرت أنشطة “مختبر الأبحاث الإنسانية” التابع لجامعة ييل سلبًا نتيجة للاقتطاعات المالية التي أقرتها الإدارة الأمريكية في إطار خطتها لخفض النفقات الفيدرالية، مما أدى إلى فقدان المختبر الدعم المالي الذي كان يحصل عليه من الحكومة الأمريكية.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن التمويل الحكومي للمختبر قد انتهى، لكنها نفت في الوقت نفسه أن يكون ذلك قد أدى إلى حذف أي بيانات تتعلق بهؤلاء الأطفال، وهو الأمر الذي أثار قلق عدد من المشرعين الأمريكيين.
ورداً على التساؤلات بشأن سبب وقف الدعم المالي لهذا المشروع البحثي، قالت بروس إن عدم استمرار التمويل لا يعني أن هذه القضية لن تحظى بالاهتمام، مؤكدة أن “رئيس أقوى دولة في العالم” يتولى الآن متابعة هذا الملف عبر قنواته الدبلوماسية.
وفي ظل توقف التمويل الأمريكي، أطلق مختبر الأبحاث في جامعة ييل حملة لجمع التبرعات بهدف مواصلة جهوده في تتبع الأطفال المفقودين، مشيرًا إلى أن من بين أكثر من 19 ألف طفل أوكراني تم نقلهم إلى روسيا، لم تتم استعادة سوى 1236 طفلًا حتى الآن.
وبحسب بيانات المركز البحثي، فإن أكثر من 8400 طفل أوكراني تم توزيعهم على 43 مركزًا داخل روسيا أو في الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو، إضافة إلى 13 مركزًا آخر في بيلاروس.
وفي المقابل، تنفي روسيا ارتكاب أي انتهاكات بحق هؤلاء الأطفال، مؤكدة أنهم استفادوا من برنامج إنساني يهدف إلى تبني الأيتام وإيوائهم، في حين تصر كييف وحلفاؤها الغربيون على أن عمليات النقل هذه تعد انتهاكًا للقانون الدولي.