كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه التوقيع على أمر تنفيذي للبدء بإنشاء نظام دفاع جوي للولايات المتحدة على غرار نظام “القبة الحديدية” بأحدث التكنولوجيا لحماية نفسها كما هو الحال لدى إسرائيل على حد تعبيره.
وقال ترامب خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي الاثنين تزامن مع تولي وزير الدفاع الجديد في إدارته بيت هيغسيث لمنصبه “نحن بحاجة إلى البدء على الفور بإنشاء قبة حديدية بأحدث تقنية” للدفاع الصاروخي.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، كرر ترامب تعهده بإنشاء نسخة أميركية من نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي في حال فوزه بالرئاسة.
لكنه تجاهل حقيقة أن هذا النظام مصمم لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى، ما يجعله غير مناسب للدفاع ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تشكل الخطر الرئيسي على الولايات المتحدة.
وأشاد ترامب مجددا بالنظام الذي استخدمته إسرائيل لإسقاط الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من غزة وحزب الله من لبنان وقال “إنهم يسقطون كل واحد منها تقريبا”، مضيفا “لذا أعتقد أن الولايات المتحدة تستحق أن يكون لها هذا”.
وفي حديثه الذي تزامن مع تولي وزير دفاعه بيت هيغسيث منصبه، أضاف ترامب أن الأمر التنفيذي المتعلق بالدرع الصاروخية واحد من 4 أوامر أخرى سيوقعها، بينها أمر من شأنه “استئصال عقيدة التحول الجنسي من جيشنا”.
واعتبر أن إخراج المتحولين جنسيا من الجيش هو “لضمان حصولنا على القوة القتالية الأكثر فتكا في العالم”.
وكان الجيش الأميركي قد رفع الحظر عن خدمة الجنود المتحولين جنسيا في القوات المسلحة عام 2016، خلال الولاية الثانية للرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وبشأن الهجرة في بلاده قال ترامب إن إدارته ستقوم بوقف ما سماه الغزو الحاصل على حدودها الجنوبية، مشيرا إلى أنها نشرت جنودا إضافيين هناك.
وأضاف الرئيس الأميركي أن على الدول استعادة مواطنيها الذين دخلوا الولايات المتحدة بصورة غير نظامية وإلا سيكون هناك ثمن اقتصادي عليهم دفعه على حد قوله.
وفي ملف تطبيق “تيك توك” قال ترامب إن بلاده لا تريد دورا للصين في التطبيق وإن لديها العديد من الأشخاص يعرضون شراءه.
جرس إنذار من الصين
كما اعتبر الرئيس الأميركي أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة “ديب سيك” هو بمثابة “جرس إنذار” للشركات الأميركية والحاجة للتركيز الحاد على المنافسة للفوز، بعد أن تسبب إطلاق التطبيق الصيني بتراجع كبير في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.
لكن ترامب استطرد معتبرا أن هذه الصدمة قد تكون أيضا “إيجابية” بالنسبة لـ”السيليكون فالي” لتدفعه إلى الابتكار بتكلفة أقل، مشيرا إلى أنه “بدلا من إنفاق المليارات والمليارات، ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه”.
وجاءت تعليقات ترامب بعد أن تعرضت شركة “إنفيديا” الأميركية التي تزود صناعة الذكاء الاصطناعي بأشباه الموصلات لخسارة تاريخية، حيث فقدت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية مع تراجع أسهمها بنحو 17%.
وأظهر روبوت الدردشة الذي طورته شركة “ديب سيك” الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغتشو في شرق الصين مقرا لها، قدرة على منافسة شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية مقابل استثمارات بسيطة.
وكان ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي، وبعد تنصيبه لولاية ثانية، عن مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بقيادة مجموعة “سوفت بانك” اليابانية وشركتي “أوبن آي” و”تشات جي بي تي” الأميركيتين.