انخفض سهم شركة تسلا بنسبة 36% خلال الربع الأول من عام 2025، في أكبر تراجع فصلي منذ عام 2022، مما أثار تساؤلات حول قدرة الشركة على الوفاء بوعودها بخصوص إطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة في وقت قريب، وفق موقع “ذا فيرج” التكنولوجي العالمي.
ورغم التراجع الكبير في القيمة السوقية، لا يزال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك يَعِد المستثمرين بأن الشركة ستُحدث تحولًا جذريًا في صناعة النقل الذاتي بحلول يونيو 2025.

ماذا تقدم “تسلا” في السيارات ذاتية القيادة؟

حتى الآن، لم تُطلق تسلا نظامًا ذاتي القيادة بالكامل. ما تقدمه هو نظام قيادة شبه ذاتي يُعرف بـ”القيادة الذاتية الكاملة” (FSD)، لكنه يتطلب إشراف السائق بشكل دائم. ويتيح هذا النظام ميزات مثل التنقل التلقائي في الطرق السريعة والمدن، والتوقف استجابةً للإشارات المرورية وعلامات التوقف.
اقرأ أيضاً: “تسلا” تعلن استدعاء أكثر من 376 ألف سيارة بسبب مشكلات
وفي الولايات المتحدة، يُقدَّم هذا النظام كخيار مدفوع إضافي، أما في الصين فقد غيّرت الشركة اسمه مؤخرًا إلى “القيادة المُساعدة الذكية” لتفادي الجدل القانوني والتنظيمي.
ورغم تحذيرات الأدلة الإرشادية لملاك سيارات تسلا بضرورة إبقاء اليدين على عجلة القيادة والانتباه للطريق، إلا أن كثيرًا من المستخدمين لا يلتزمون بهذه التعليمات.

القيادة الذاتية الكاملة.. بين الطموح والجدل

لطالما كانت أنظمة القيادة الذاتية من تسلا محط إعجاب لدى عشاق التكنولوجيا، لكنها أثارت أيضًا قلقًا متزايدًا بشأن السلامة العامة. فقد سجلت الشركة حوادث تصادم مميتة في الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع جهات تنظيمية إلى فتح تحقيقات متعددة حول أداء النظام.
اقرأ أيضاً: “بي واي دي” الصينية تتفوق على “تسلا” في الإيرادات والتوقعات
وقال جاي مانجياميلي، سائق اختبار محترف بشركة “AMCI Testing”، خلال تجربة طويلة في لوس أنجلوس: “نظام FSD يُنجز العديد من المهام بكفاءة عالية، لكنه في حال تعثره، قد يُسبب إصابات أو وفيات”.

عوامل سياسية تؤثر على أداء “تسلا”

منذ تنصيب دونالد ترامب في يناير 2025، ركّز إيلون ماسك جهوده على دعم أجندة الحكومة الجديدة، حيث يقود حملات لتقليص الإنفاق الحكومي وتسريح الموظفين الفيدراليين. وتشير التقارير إلى ارتباط فريقه بأكثر من 280 ألف حالة تسريح خلال شهرين فقط، مما أثّر سلبًا على تركيزه في إدارة شركته تسلا.
كما أدى خطابه السياسي المثير للجدل، ودعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، إلى موجة من الغضب والاحتجاجات ضد تسلا، شملت مقاطعات وأعمال تخريب طالت منشآتها في الولايات المتحدة وأوروبا.

مبيعات وتسليمات تسلا تتراجع

أعلنت تسلا عن تسليم 336,681 مركبة فقط في الربع الأول من 2025، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 13% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويتزامن هذا التراجع مع ارتفاع في عدد مالكي تسلا الذين استبدلوا سياراتهم الكهربائية بعلامات تجارية أخرى، وفقًا لبيانات شركة “إدموندز”.

هل تنجح تسلا في إطلاق سيارة أجرة ذاتية القيادة هذا العام؟

رغم المؤشرات السلبية، لا يزال بعض المحللين يأملون في تحسن أداء تسلا قريبًا. فقد كتب خبراء في شركة “بايبر ساندلر” أن “إطلاق سيارة أجرة ذاتية القيادة في مدينة أوستن بولاية تكساس قد يُنعش معنويات المستثمرين ويعيد الثقة في أداء سهم تسلا”.
ووعد ماسك في تصريحات حديثة أن تسلا ستبدأ خدمة النقل الذاتي في أوستن بحلول يونيو 2025. لكن شركة “تيليمتري” المختصة بتحليل الأنظمة الذكية أكدت أنه “لا يوجد دليل حالي على أن نظام القيادة الذاتية من تسلا أصبح جاهزًا للعمل بشكل غير خاضع للإشراف”.

شاركها.