تحديات التجنيد العسكري في كوريا الجنوبية: انخفاض الخصوبة وتأثيرها على القوات المسلحة
أصدرت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية تقريرًا حديثًا يكشف عن انخفاض كبير في عدد قواتها العسكرية بنسبة 20 خلال السنوات الست الماضية. فقد تقلص عدد الجنود من 563 ألفًا في عام 2019 إلى 45 ألف جندي بحلول عام 2025. يُعزى هذا الانخفاض الحاد بشكل رئيسي إلى تراجع عدد الذكور المؤهلين للتجنيد الإلزامي، نتيجة لانخفاض معدل المواليد في البلاد.
انخفاض معدل الخصوبة وتأثيره على التجنيد
تُعد كوريا الجنوبية الدولة ذات أدنى معدل خصوبة عالميًا، حيث بلغ المعدل 0.75 في عام 2024، مما يعني أن المرأة تتوقع إنجاب أقل من طفل واحد خلال حياتها الإنجابية. وفقًا للتقرير الذي قُدم إلى عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الحاكم تشو مي-آي، انخفض عدد الذكور في سن العشرين، وهي الفئة العمرية التي يُطلب منها التجنيد الإلزامي بعد اجتياز الفحص الطبي، بنسبة 30 بين عامي 2019 و2025 ليصل إلى 230 ألف شاب.
هذا الانخفاض يُسبب نقصًا ملحوظًا في عدد الضباط والجنود، مما قد يؤدي إلى صعوبات تشغيلية إذا استمر الوضع دون حلول فعالة.
التغيرات في مدة الخدمة العسكرية
شهدت كوريا الجنوبية تقليص مدة الخدمة العسكرية الإلزامية من 36 شهرًا عند انتهاء الحرب الكورية في عام 1953 إلى 18 شهرًا حاليًا. يعود ذلك بفضل تحسين القدرات العسكرية والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وتطور صناعة الدفاع الكورية الجنوبية التي أصبحت مصدرًا رئيسيًا لتصدير الأسلحة.
الفجوة بين القوتين الكوريتين
في المقابل، تُقدر القوات العسكرية النشطة لكوريا الشمالية بنحو 1.2 مليون جندي وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع لعام 2022، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين القوتين العسكريتين على شبه الجزيرة الكورية. وعلى الرغم من أن ميزانية الدفاع الكورية الجنوبية لعام 2025 تجاوزت حاجز الـ61 تريليون وون (ما يعادل حوالي 43.9 مليار دولار)، إلا أن الجيش يعاني من نقص يصل إلى نحو 50 ألف جندي، بما يشمل نقصا بـ21 ألف ضابط غير مكلف.
التحديات الديموغرافية المستقبلية
كوريا الجنوبية تُعد واحدة من أسرع المجتمعات تقدمًا في السن عالميًا؛ حيث بلغ عدد سكانها ذروته عند حوالي 51.8 مليون نسمة في عام 2020 ومن المتوقع أن ينخفض إلى نحو 36.2 مليون بحلول عام 2072 وفق التوقعات الحكومية.
هذا التراجع السكاني المستمر يفرض تحديات كبيرة على قدرة البلاد على الحفاظ على جيش قوي ومجهز لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
استراتيجيات مستقبلية للتعامل مع الأزمة
لتعويض النقص المتوقع:
- تقنيات عسكرية متقدمة: يمكن لكوريا الجنوبية الاستثمار بشكل أكبر في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لتعويض النقص البشري المحتمل.
- تحسين ظروف الخدمة: تحسين ظروف العمل والتدريب للجنود لجذب المزيد من الشباب للخدمة العسكرية الطوعية بدلاً من الاعتماد فقط على التجنيد الإلزامي.
- تحفيز النمو السكاني: سياسات حكومية لتحفيز النمو السكاني وزيادة معدلات المواليد قد تكون ضرورية لضمان توفر القوى العاملة اللازمة للمستقبل.
ختاماً:
“بينما تواجه كوريا الجنوبية تحديات ديموغرافية وعسكرية كبيرة، فإن قدرتها على التكيف مع هذه الظروف عبر التحالفات الاستراتيجية والاستثمار المستدام يمكن أن تكون مفتاح النجاح لضمان الأمن والاستقرار الوطني.”
The post تراجع القوة العسكرية لكوريا الجنوبية بسبب انخفاض المواليد appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.