Published On 3/9/2025
|
آخر تحديث: 13:13 (توقيت مكة)
أظهرت خريطة استقصائية جديدة أعدها فريق “الجزيرة تحقق” أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تترك مرفقا تعليميا واحدا سالما، بعدما تعرضت المئات من المدارس والجامعات للتدمير الكلي أو الجزئي في مختلف محافظات القطاع.
واعتمدت الخريطة، التي تظهر حجم الخسائر الفادحة في البنية التعليمية، على تحليل دقيق لبيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، إضافة لتحليل فريقنا لصور الأقمار الصناعية الحديثة حتى تاريخ 25 أغسطس/آب الماضي.
ويؤكد هذا التحليل أن استهداف المرافق التعليمية، الذي بدأ منذ الأشهر الأولى للحرب، كان منهجيا ومستمرا، مما يهدد مستقبل آلاف الطلبة الفلسطينيين.
وكشفت التحليل عن أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة التعليمية في قطاع غزة، فقد أظهر أن 204 مؤسسات تعليمية دُمرت كليا، منها 190 مدرسة و14 جامعة، بالإضافة إلى تضرر 305 مؤسسات جزئيا، من بينها 293 مدرسة و12 جامعة.
خريطة الدمار
وتظهر الأرقام أن الدمار لم يقتصر على منطقة بعينها، بل امتد ليشمل كافة محافظات القطاع، إلا أن مدينة غزة كانت الأكثر تضررا، ففيها وحدها، دمرت 60 مدرسة و7 جامعات بشكل كامل، فيما تضررت 123 مدرسة و7 جامعات أخرى بشكل جزئي.
وفي شمال غزة، خرجت 44 مدرسة وجامعة عن الخدمة بشكل كلي، بينما تضررت 48 مدرسة جزئيا.
أما في خان يونس، فكان الدمار واسعا، حيث دمرت 61 مدرسة و5 جامعات كليا، وتضررت 64 مدرسة وجامعتان جزئيا.
وفي رفح، تضرر قطاع التعليم بشكل كبير، بتدمير 18 مدرسة وجامعة واحدة كليا، إضافة إلى 45 مدرسة وجامعة متضررة جزئيا.
وفي دير البلح، دُمرت 7 مدارس كليا، وتضررت 15 مدرسة وجامعتان جزئيا.
ويعرف التدمير الكلي للمؤسسة التعليمية، وفقا للمنهجية المتبعة في التحليل، بأنه انهيار المبنى بالكامل، أو بلوغ نسبة الدمار فيه مستوى لا يجعله صالحا للاستخدام، بحيث يحتاج إلى الهدم وإعادة البناء من جديد.

أما المباني المصنفة بأنها مدمرة جزئيا، فقد لحقت بها أضرار كبيرة، لكنها ما زالت صالحة للترميم أو حتى للإقامة المؤقتة بوضعها الحالي إلى حين إصلاحها.

لكن القصة لا تتوقف عند الأرقام، ففي قلب الدمار تتكشف مفارقة مفجعة، فمن بين 305 مؤسسات تعليمية متضررة جزئيا، تقع 212 منها (206 مدارس و6 جامعات) داخل مناطق أصدر الجيش الإسرائيلي بحقها أوامر إخلاء.
هذه الأرقام تعني أن المباني التي يُفترض نظريا إمكانية استغلالها مؤقتا للعملية التعليمية ليست متاحة أصلا، فمعظم هذه المدارس تحولت منذ أشهر إلى مراكز إيواء مكتظة بعشرات الآلاف من النازحين، بينما توقفت العملية التعليمية بشكل كامل تحت وطأة الحرب الراهنة.

هذا التحليل لا يرصد مجرد أرقام جامدة، بل يوثق واقعا معيشا لمؤسسات تعليمية تحولت إلى ركام، بينما أخرى يمكن أن تعود للحياة بعد الترميم لكنها محاصرة بأوامر الإخلاء.
وبين الأقمار الصناعية وصور الدمار، يتضح أن مستقبل التعليم في غزة يقف على أرض مدمرة، ينتظر إعادة إعمار شاملة قبل أن تُفتح أبواب الفصول الدراسية من جديد.
وتسببت الحرب في تدمير البيئة التعليمية، فوفقا للمكتب الإعلامي الحكومي فإنها حرمت أكثر من 785 ألف طالب وطالبة من التعليم في المراحل المختلفة، وأدت إلى استشهاد أكثر من 13 ألفا و500 طالب وطالبة.