11/8/2025–|آخر تحديث: 17:19 (توقيت مكة)
أثار تقرير نشرته شبكة إن بي سي نيوز “NBC News” الأميركية، مدعوما بصور أقمار صناعية حديثة، موجة من التساؤلات والتشكيك على منصات التواصل، بعد أن زعم وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية لشن عملية برية جديدة داخل قطاع غزة.
التقرير، الذي نشر في 8 أغسطس/آب الجاري، حظي بتداول واسع عالميا، ولاقى صدى ملحوظا على منصات التواصل الاجتماعي، في وقت كانت فيه وسائل إعلام عربية ودولية تتناقله على نطاق كبير، خاصة أنه تزامن مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن عملية مرتقبة في القطاع.
وأوضحت الشبكة الأميركية أنها استندت في تحقيقها إلى صور أقمار صناعية تظهر ما قالت إنها حشود إسرائيلية في معبر كارني (Karni Crossing) (معبر المنطار) الواقع شرق مدينة غزة على خط التماس الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على الصور قولهم إنها قد تكون مؤشرا على قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.
لكن تحليلا أجراه فريق الجزيرة تحقق، بالاعتماد على مراجعة دقيقة لصور الأقمار الصناعية ومتابعة سير العمليات الميدانية، كشف أن هذه المعلومات مغلوطة، وأن الحشود التي ظهرت في الصور ليست جديدة، بل موجودة في الموقع ذاته منذ أوائل يوليو/تموز الماضي.
التسلسل الزمني للأحداث
في أول أبريل/نيسان الماضي، شرع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية شرق مدينة غزة، بمشاركة وحدات قتالية وهندسية محدودة.
آنذاك، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء عاجلة للسكان في حي الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان، وحثهم على الانتقال إلى مراكز إيواء غربي المدينة.
#عاجل ‼️ انذار خطير وعاجل الى سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة، التركمان، توسعة نفوذ والزيتون الشرقي
⭕️جيش الدفاع بصدد العمل بقوة شديدة في مناطقكم لتدمير البنية التحتية الإرهابية.
⭕️من أجل سلامتكم عليكم اخلاء هذه المناطق فوراً والانتقال الى مراكز… pic.twitter.com/mIsd6v65Gf
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 3, 2025
وبعد مرور 3 أشهر، وتحديدا في مطلع يوليو/تموز الماضي، قرر الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق العملية، ودفع مزيد من الوحدات القتالية إلى الميدان لتعزيز قواته على الأرض.
#عاجل ‼️تحذير خطير الى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر
⭕️جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جداً في هذه… pic.twitter.com/xFEX5aUxK6— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 30, 2025
تحليل صور الأقمار الصناعية
تُظهر صور أقمار صناعية ملتقطة في 5 يوليو/تموز 2025 استخدام معبر كارني (معبر المنطار) -الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل- لأول مرة كموقع لتحشيد الآليات العسكرية ونصب خيام للقيادة والسيطرة.
ويكشف تحليل هذه الصور أن الكثافة المحدودة للآليات في الموقع تعود إلى تموضع جزء كبير من القوات داخل قطاع غزة نفسه.
كما توثق صور أخرى ملتقطة في 6 يوليو/تموز الماضي، لمنطقة شرق مدينة غزة، تمركز الحشود الإسرائيلية على 3 محاور هجومية رئيسية: شمالي القطاع، ووسطه، وجنوبه، في توزيع ميداني ينسجم مع تكتيك الضغط المتزامن على أكثر من جبهة.

وفي بداية أغسطس/آب الجاري، لاحظ فريق “الجزيرة تحقق” انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المحورين الجنوبي والأوسط، مع بقاء الحشود في المحور الشمالي فقط، وفقا لما رصدته صور أقمار صناعية ملتقطة بتاريخ 3 أغسطس/آب 2025.
كما أظهرت صور الأقمار الملتقطة بتاريخ 8 أغسطس/آب الجاري لمعبر كارني أن القوات المنسحبة، عادت إلى نقطة التحشيد في المعبر، مما أدى إلى زيادة واضحة في عدد الآليات بالموقع.

عودة قوات وإعادة تموضع
وخلص فريقنا إلى أن صور الأقمار التي استندت إليها شبكة “إن بي سي”، قبل أيام، لا تعكس استقدام قوات جديدة، بل عودة قوات كانت منتشرة داخل غزة منذ أوائل يوليو/تموز.
كما أن توصيف هذه الحشود على أنها “حشود جديدة” غير دقيق، بل إنها جزء من إعادة تموضع القوات القائمة بالفعل.