أجرت مؤسسة فلسطينية تحقيقا استقصائيا أوليا بشأن القصف الذي استهدف مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة، كشف أن الباحثين الميدانيين من المؤسسة لم يتعرفوا على أي معدّات أو مواد تدعم ادعاءات الاحتلال بوجود مركز قيادة داخل مُصلى المدرسة أو احتمالية توظيفها مقرا نشطا للمقاومة.

وتتبعت جمعية “الحق” المعطيات الميدانية والعسكرية المتعلقة بالمجزرة الإسرائيلية في مدرسة التابعين، في تحقيق استقصائي أولي، للكشف عن ملابسات تلك المجزرة، وتقول إنه بحلول الساعة الرابعة و50 دقيقة من فجر السبت العاشر من أغسطس/آب وردت أنباء تفيد باستهداف مدرسة التابعين في حي الدرج، وتضيف أن التقارير الأولية أشارت لاستشهاد العشرات من النازحين داخل المبنى المستهدف.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب مجزرة مروعة في مدرسة التابعين فجر السبت الماضي، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات، فضلا عن عشرات المفقودين.

وبحسب تقرير لسلام خضر بثته قناة الجزيرة، فقد حققت المؤسسة الفلسطينية في المعلومات والصور التي قدمها الجيش الإسرائيلي لتبرير الاستهداف، حيث نشر على صفحته الرسمية في منصة إكس تدوينة قال فيها إنه حصل على معلومات استخبارية تؤكد أن 20 عنصرا من بينهم قيادات في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، يستخدمون المدرسة كمقر نشط ونقطة انطلاق للهجمات.

ثم نشر الجيش الإسرائيلي صورًا جوية للمبنى المستهدف، قبل الضربة، تظهر الصور وجود تجمعات للنازحين على سطح المبنى قبل الضربة، وقرب الموقع الذي ادعى الجيش أنه تجمع للمقاتلين.

وتقول المنظمة التي حققت ميدانيا في الذخائر وموقع الاستهداف، إنها حددت وجود فتحتين تشيران لموقع الاستهداف، تقع الأولى بالقرب من المدخل الخاص بمبنى المصلى بينما تقع الفتحة الثانية بالقرب من أحد الأعمدة التي تتوسط المكان.

استهداف بقنبلتين

وتضيف أن القنبلتين أصابتا سطح المصلى بزاوية منخفضة، واخترقتا أرضية الطابق الأول نحو الطابق الأرضي.

وعبرَ محققيها الميدانيين، جمعت المنظمة الفلسطينية بقايا الذخائر من موقع الاستهداف، وتقول إنها تشير إلى أن الجيش استهدف المصلى بقنبلتين من طراز “جي بي يو 39” (GPU 39)، مشيرة إلى أن الشظايا التي رفعتها من موقع الاستهداف تتطابق مع هيكل القنبلة التي حددتها المنظمة، وكشفت أيضا عن صور تظهر بقايا من ذيل القنبلة والأجنحة والرأس الحربي وأجزاء أخرى مسؤولة عن القوة التفجيرية.

وتزن كل قنبلة حوالي 100 كلغ وتحدث مساحة تدميريّة نصف قطرها يتراوح بين 20 – 30 مترا، وتحتوي كل قنبلة على متفجرات معدنية خاملة كثيفة لزيادة تأثير التفجير، وتوليد ضغط عال دون انفجار كيميائي، لكنها ترفع من جحم كتلة وكثافة الانفجار.

وتشكك المنظمة الفلسطينية بمجموعة من الادعاءات التي نشرتها قوات الاحتلال، ابتداء بادعاء دقة الاستهداف لتقليل الضحايا المدنيين، وتقول إن اختيار توقيت الضربة، بالتزامن مع صلاة الفجر يعني أن قرارا اتخذ بإيقاع أكبر عدد من الشهداء عند اصطفافهم للصلاة، فكل من يقف عند مسافة تتراوح بين 20 – 30 مترا سيقتل حتما في الضربتين.

كما توثق أن آثار الدمار الناتجة عن الهجوم تغطي مساحة المصلى كاملا، وتُلحظ آثار ناتجة عن القصف على أشجار النخيل بمحاذاة مدخل المصلى والمباني المحيطة التي تبعد على الأقل 20 مترا عن مكان الاستهداف.

وتقول المنظمة إن الاحتلال لا يقدم أي سند لزعمه وجود مسلحين في المبنى المستهدف، مؤكدة أن باحثيها الذين حققوا ميدانيا أو اطلعوا على المقاطع المصورة من المصادر المفتوحة لم يتعرفوا على أي معدّات أو مواد تدعم ادعاءات الاحتلال بوجود مركز قيادة داخل المُصلى أو احتمالية توظيفه مقرا نشطا للمقاومة.

شاركها.