يتزايد القلق بشأن انتشار معاداة السامية في مدارس فيلادلفيا، حيث أعلنت متحدثة باسم حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، أن المنطقة التعليمية بحاجة إلى معالجة هذه المشكلة المتفاقمة. يأتي هذا في أعقاب تحقيق فيدرالي يستهدف النظام التعليمي في المدينة، والذي يزعم البعض أنه يعاني من كراهية تجاه اليهود وإسرائيل. وتعتبر مسألة معاداة السامية في المدارس قضية حساسة تتطلب تدخلًا فوريًا.

بدأ هذا التحقيق بعد تقارير عن حوادث معادية للسامية في مدارس فيلادلفيا، وهي المنطقة التعليمية الثامنة الأكبر في الولايات المتحدة. وقد أثارت هذه التقارير انتقادات واسعة النطاق ودعوات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي شكل من أشكال التمييز أو الكراهية.

تصريح حاكم الولاية والتحقيق الفيدرالي

أكدت روزي لابوفسكي، المتحدثة باسم الحاكم شابيرو، أن الحاكم لا يتهاون في هذه القضايا، وأن خطاب الكراهية ومعاداة السامية أمر غير مقبول على الإطلاق، خاصة في الفصول الدراسية. وأوضحت أن الحاكم يرى أن على المنطقة التعليمية التعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة.

وقد قدمت هيئة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأمريكي أدلة إلى مكتب الحاكم، بالإضافة إلى إخطار بالتحقيق الصادر في نوفمبر، والذي يركز على ما إذا كانت مدارس فيلادلفيا توفر بيئة معادية للطلاب اليهود. ويشير التحقيق إلى “فشل” المنطقة التعليمية في الوفاء بالتزاماتها بموجب المادة السادسة من القانون الأمريكي المتعلق بالتمييز على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي.

ادعاءات بسماح المنطقة التعليمية بمظاهرات معادية للسامية

يتضمن التحقيق اتهامات بسماح المنطقة التعليمية بمظاهرات معادية للسامية داخل المدارس، مما أدى إلى عزل الطلاب اليهود. بالإضافة إلى ذلك، يزعم التحقيق أن بعض المعلمين يروجون لمعاداة السامية في الفصول الدراسية، وأن المنطقة التعليمية وافقت على هذه المظاهرات.

على الرغم من دخول المنطقة التعليمية في خطة تصحيحية مفروضة من وزارة التعليم الأمريكية في ديسمبر، استمرت التقارير عن حوادث معادية للسامية، وفقًا لتقارير صحفية وإفادات من داخل النظام التعليمي. هذه التطورات تثير تساؤلات حول فعالية خطة التصحيح الحالية.

دور “مجموعات دعم فلسطين” وتوسيع نطاق الاتهامات

تشير المعلومات التي تم الحصول عليها إلى أن مجموعة “معلمو فيلادلفيا من أجل فلسطين” قد قامت بتجنيد طلاب المدارس لدعم أجندتها المعارضة لإسرائيل. ويعد هذا انتهاكًا لسياسة المنطقة التعليمية، التي تحظر على المعلمين التواصل مع الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي الشخصية.

تتوسع الاتهامات لتشمل إيزماعيل جيمينيز، مدير المناهج الدراسية للتاريخ والعلوم الاجتماعية في المنطقة التعليمية، الذي ينتقده البعض بشدة بسبب تصريحاته التي يعتبرونها معادية للسامية. وذكرت مصادر أن جيمينيز “يرفض الاعتراف بالصلة بين اليهود والأرض المقدسة، ويميل إلى التقليل من شأن تجارب اليهود الحياتية في مواجهة العنف”.

تتهم تقارير أخرى معلمين آخرين باستخدام مواد تعليمية من مبادرة تسمى “تدريس فلسطين”، والتي يزعم البعض أنها تبرر العنف الإرهابي وتدعو إلى تدمير إسرائيل. وتتحدث التقارير عن قيام معلمة، كازيا ريدجواي، بتهديد أولياء أمور وطلاب يهود عبر الإنترنت.

ردود الفعل المتباينة

هناك قلق متزايد بشأن المناخ السائد في مدارس فيلادلفيا، حيث يرى البعض أن هناك تسامحًا مع التحيز المؤيد للفلسطينيين وعدم وجود إجراءات فعالة لمكافحة معاداة السامية. وقد عبر العديد من أولياء الأمور والمعلمين اليهود عن مخاوفهم من الانتقام إذا تحدثوا علنًا، مما يعكس حالة من الخوف وعدم الثقة.

وفي هذا الصدد، صرحت ميرا هاكنر، مديرة الأبحاث في معهد القيم في أمريكا الشمالية، بأن ما يحدث هو إساءة استخدام صادمة لمكانة المعلمين في المدارس العامة وتشجيعهم للنشاط السياسي بين الطلاب. وأكدت أنه من غير المقبول إشراك طلاب المدارس الثانوية في محادثات وأحداث تروج للعنف السياسي.

ومع ذلك، تباينت ردود الفعل الرسمية. فبينما أدان الحاكم شابيرو الوضع بشكل صريح، فضلت الجهات الأخرى تمرير المسؤولية إلى المنطقة التعليمية. وذكر متحدث باسم عمدة فيلادلفيا، شيريل باركر، أن الأمر يقع ضمن اختصاص المنطقة التعليمية، وأن الحكومة المحلية ليس لديها أي تعليق.

من جانبه، أوضح متحدث باسم الدكتور توني واتلينغتون، مشرف المنطقة التعليمية، أن المنطقة تلتزم سياسة عدم التعليق على التحقيقات الجارية. وتسلط هذه الردود الضوء على التحديات السياسية والإدارية المحيطة بهذه القضية المعقدة.

من المتوقع أن يستمر التحقيق الفيدرالي في جمع الأدلة وتقييم مدى انتشار معاداة السامية في مدارس فيلادلفيا. وقد يؤدي ذلك إلى توصيات بتعديل السياسات التعليمية أو اتخاذ إجراءات تأديبية ضد المسؤولين المتورطين. يبقى الوضع قيد المراقبة الدقيقة، ويتوقع أن يشهد تطورات جديدة في الأسابيع والأشهر القادمة، خاصة مع إصرار الجهات المعنية على ضمان بيئة تعليمية آمنة وشاملة لجميع الطلاب.

شاركها.