بدأت قافلة مساعدات إنسانية جديدة في التحرك نحو قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة. يأتي هذا التحرك تزامنًا مع توقعات بتسريع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وسط تلميحات باتفاق أوسع يشمل قضايا إقليمية أخرى. وتعتبر هذه القافلة، وهي الـ 96 من نوعها، جزءًا من سلسلة متواصلة من المساعدات المصرية المقدمة للشعب الفلسطيني.

أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن شاحنات القافلة قد بدأت بالفعل في التوجه نحو المعبر، استعدادًا لإدخال المساعدات الضرورية إلى غزة. وصرح الكاتب الصحفي ضياء رشوان بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما يعلن عن مبادرات مثل تشكيل مجلس سلام أو بدء مرحلة جديدة من المفاوضات، فإنه يقصد هذه الخطوات بجدية ولا يتراجع عنها بسهولة، حتى مع انشغاله بملفات أخرى مثل الأزمة في أوكرانيا.

تسريع اتفاق وقف إطلاق النار وتطورات إقليمية محتملة

تشير التطورات الأخيرة إلى أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد تشهد تسارعًا ملحوظًا. وبحسب رشوان، فإن الإجراءات على الأرض تتضمن بالفعل إنشاء فرع لمركز الحرب والسلام الأمريكي على حدود غزة. هذا الإجراء يأتي بموافقة مبدئية من 59 دولة على إرسال قوة لحفظ الاستقرار في المنطقة، على الرغم من وجود بعض التحفظات من دول مثل تركيا، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

موقف نتنياهو والضغوط الأمريكية

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفًا صعبًا للغاية، وفقًا لرشوان. ويُرجع ذلك إلى أن إسرائيل لطالما نُظرت إليها على أنها “الابن المدلل” للولايات المتحدة، حيث كانت الأخيرة تتسامح مع الكثير من تصرفاتها. ومع ذلك، يبدو أن ترامب بدأ يشعر بالإرهاق من هذا الوضع، مما قد يزيد الضغوط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق دائم.

بالإضافة إلى ذلك، يشير رشوان إلى أن النخب الجديدة في الجامعات الأمريكية بدأت تعارض بشكل متزايد سياسة العدوان وتطالب بوقفها، مما يعكس تحولًا في الرأي العام الأمريكي ويزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية. هذا التحول في الرأي العام قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.

اتفاق إطار السلام في فلسطين والمفاوضات مع إيران

يُعد توقيع اتفاق إطار السلام في فلسطين بحضور الأردن في مصر خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة. ويؤكد رشوان أن الرئيس الأمريكي ترامب يسعى أيضًا إلى إجراء مفاوضات شاملة مع إيران بشأن برنامجها النووي، بهدف تحقيق الاستقرار الإقليمي. هذه المفاوضات تعتبر حاسمة لتقليل التوترات في المنطقة ومنع سباق التسلح النووي.

واقترح رشوان إضافة نقطة جديدة، وهي النقطة رقم 21، إلى اتفاق غزة، تتضمن التزام إيران بالخضوع للتفتيش النووي، وانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. ويرى أن هذه الخطوة ستعزز بشكل كبير فرص تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة. هذا الاقتراح يهدف إلى بناء الثقة بين الأطراف المعنية وضمان عدم استخدام الأسلحة النووية.

ويشدد رشوان على أن هذه النقطة الإضافية ليست مجرد مطلب مصري، بل تمثل أهمية إقليمية كبيرة. فالالتزام بالمعايير الدولية في التفتيش النووي لكل من إيران وإسرائيل يحمي المنطقة من المخاطر المرتبطة بالأسلحة النووية، ويساهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.

المساعدات الإنسانية ضرورية لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان في غزة، بينما يمثل التوصل إلى حل سياسي دائم التحدي الأكبر. وقف إطلاق النار هو خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف، ولكن يجب أن يتبعه جهود مكثفة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. الأمن الإقليمي يعتمد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار في فلسطين والمنطقة المحيطة بها. المفاوضات مع إيران تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذه الجهود، حيث أن أي حل دائم يجب أن يشمل جميع الأطراف المعنية.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في ملف غزة، بما في ذلك استمرار إدخال المساعدات الإنسانية، ومناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. كما يجب مراقبة التقدم المحرز في المفاوضات مع إيران، والتطورات المتعلقة بإنشاء مركز الحرب والسلام الأمريكي. يبقى الوضع معقدًا ومليئًا بالتحديات، ولكن هناك بصيص أمل في إمكانية تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.

شاركها.