“تحدثوا عن واقع السودان” حملة أطلقها “منبر المغردين السودانيين” من أجل تسليط الضوء على الأوضاع المأساوية في البلاد، بسبب الاقتتال المندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نحو عامين.

وعبر تدوينة على منصة “إكس”، قال منبر المغردين السودانيين “ندعوكم للمشاركة معنا في الحملة لتسليط الضوء على الأوضاع في ظل الحرب التي تعصف بالسودان، ومعاناة ملايين المواطنين من النزوح والجوع وفقدان الأمل”.

وبالفعل، شهدت الحملة تفاعلا كبيرا بين جمهور منصات التواصل، فقد طالب مغردون من خلال الوسم بتوحد كل أطياف الشعب السوداني من أجل إنهاء هذه الحرب، وإخماد نيرانها، بكل الطرق المشروعة.

وناشد آخرون جميع التنظيمات والمكونات للشعب بالداخل والخارج التنسيق مع ما وصفوها بالقوى المحبة للسلام والمتضامنة مع الشعب إقليميا ودوليا من أجل الضغط لوقف هذه الحرب فورا.

وحمّل ناشطون قوات الدعم السريع وعلى رأسها قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) المسؤولية الكاملة عما يحدث للمواطن السوداني من مأساة وتشريد وجوع وبرد، وطالبوا الدول الداعمة للدعم السريع بوقف التمويل والدعم فورا لأنهم يشاركون في قتل المواطن السوداني وتجويعه وتشريده.

وقال آخرون إن واقع البلاد يؤكد تماما أن السودان أصبح ساحة من التجارب التي يمارسها أصحاب النزاع والطامعون بالسلطة في قتل المواطن بأبشع الطرق بحثا عن السلطة.

ووجّه مغردون رسالة إلى من وصفوهم بدعاة الحرب وأبواق الفتنة والكراهية مجموعة من التساؤلات: “هل ارتويتم من معاناة الشعب؟ هل شعرتم بالراحة النفسية؟ هل أشبعتم رغباتكم الذاتية؟ إن لم يوقظ أنين المقهورين والمشردين واللاجئين والمظلومين والجوعى ضمائركم فأنتم شركاء في الظلم ولا خير فيكم”.

وعبرت إحدى المتابعات عن رأيها من خلال تفاعلها مع الحملة بالقول “لا أدعم الجيش ولا الجنجويد وما أعيد تغريدة لأي مغرد أو مغردة داعم لأي من الطرفين لأن كليهما وجه لعملة واحدة.. أنا داعمة فقط لوقف الحرب ووقف معاناة المواطن”.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مسحا أجرته المنظمة مع السلطات السودانية، داخل مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور خلال شهر سبتمبر/أيلول الحالي، كشف عن وضع غذائي كارثي يتدهور باستمرار.

وحسب المسح، فإنه من بين أكثر من 29 ألف طفل دون سن الخامسة شملهم المسح الأسبوع الماضي خلال حملة التطعيم في مخيم زمزم، تبينت إصابة 10.1% بسوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدّد حياة المصابين و34.8% بسوء التغذية الحاد الشامل الذي يتطور إلى أشكال أكثر حدة من سوء التغذية إن لم يُعالَج بشكل فعال وفي الوقت المناسب.

ودعت أطباء بلا حدود الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية التي تسهم في التفاوض على توسيع الوصول الإنساني للنظر في جميع الخيارات التي تتيح إيصال الطعام والإمدادات الأساسية في وقت سريع إلى المنطقة، وإن كان ذلك عن طريق الإنزال الجوي، وفقا للمنظمة.

وفي تقريرها عن الوضع المعيشي في إقليم النيل الأزرق، قالت “لجان مقاومة الدمازين” إن الإقليم يعيش كارثة إنسانية وأزمة معيشية حرجة جدا مع ندرة في معظم المواد التموينية الأساسية والأدوية المنقذة للحياة.

وأضافت لجان الدمازين، في منشورها عبر صفحتها بالفيسبوك، إنه منذ اقتحام واحتلال من وصفتهم بمليشيا الدعم السريع (الجنجويد) لمدينة سنجة وتمددها في مختلف محليات وقرى ولاية سنار وبالأخص التي تقع في الاتجاه الجنوبي والشرقي لسنار، فرضت المليشيا حصارا على إقليم النيل الأزرق بقطع الطريق القومي وكل الطرق والمداخل التي كان يتم من خلالها تزويد الإقليم بالمواد الغذائية والدوائية والمشتقات البترولية.

شاركها.