أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن إطلاق مسابقة وطنية واسعة النطاق في حفظ القرآن الكريم، تستهدف مختلف الفئات العمرية في جميع أنحاء البلاد. تهدف المسابقة، التي ستنطلق في الأول من شهر نوفمبر القادم، إلى تشجيع الإقبال على كتاب الله وتعزيز مكانة القرآن الكريم في المجتمع. وستشمل المسابقة ستة فروع رئيسية، تتفاوت في حجم الحفظ المطلوب.

وستقام التصفيات الأولية للمسابقة في المساجد والمراكز الثقافية التابعة للوزارة في جميع المحافظات، على أن تقام المرحلة النهائية في العاصمة في شهر ديسمبر. ومن المتوقع أن تستقطب المسابقة آلاف المشاركين من مختلف الأعمار والخلفيات، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالقرآن الكريم في المجتمع.

أهداف المسابقة وفروع حفظ القرآن الكريم

تهدف المسابقة، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الأوقاف، إلى ترسيخ قيم التلاوة والتدبر للقرآن الكريم في نفوس الأجيال الشابة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المسابقة إلى اكتشاف المواهب المتميزة في مجال حفظ القرآن الكريم وتكريمهم. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الوزارة المستمرة لخدمة القرآن الكريم ونشر تعاليمه السمحة.

فروع المسابقة بالتفصيل

تتضمن المسابقة ستة فروع رئيسية، كل منها يركز على مستوى معين من الحفظ والأداء. الفرع الأول يختص بحفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد بالقراءات السبع المتواترة من طريق الشاطبية، مع إتقان الرواية والدراية. هذا الفرع يعتبر الأكثر تحديًا ويتطلب مستوى عالياً من الإتقان.

الفرع الثاني يركز أيضًا على حفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد، ولكنه يضيف شرطًا إضافيًا وهو تفسير مفردات القرآن الكريم كاملًا. يهدف هذا الفرع إلى الجمع بين حفظ النص وفهم معانيه. في المقابل، يركز الفرع الثالث على حفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد فقط، دون اشتراط التفسير.

أما الفرع الرابع، فيستهدف حفظ عشرين جزءًا متتاليًا من القرآن الكريم مع حسن الأداء والتجويد. وهذا الفرع يعتبر خطوة مهمة نحو حفظ القرآن الكريم كاملاً. بينما يركز الفرع الخامس على حفظ عشرة أجزاء متتالية بنفس الشروط.

الفرع السادس، وهو الأقل صعوبة، يختص بحفظ خمسة أجزاء متتالية من القرآن الكريم مع حسن الأداء والتجويد. يهدف هذا الفرع إلى تشجيع المشاركة الواسعة من مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والشباب.

معايير التقييم والجوائز

أكدت وزارة الأوقاف أن معايير التقييم في المسابقة ستكون دقيقة وعادلة، وستعتمد على عدة عوامل. من بين هذه العوامل: صحة الحفظ، وحسن الأداء والتجويد، والالتزام بقواعد التلاوة، وإتقان القراءات (في الفرع الأول).

وستشكل لجنة تحكيم متخصصة من قراء ومحفظي القرآن الكريم لتقييم أداء المشاركين في كل فرع. وستمنح الوزارة جوائز قيمة للفائزين في كل فرع، بالإضافة إلى شهادات تقدير للمشاركين. وتشمل الجوائز المالية والعينية، بالإضافة إلى فرص للمشاركة في فعاليات دينية وثقافية.

دور المسابقة في تعزيز التعليم القرآني

يعتبر إطلاق هذه المسابقة خطوة مهمة في دعم التعليم القرآني في البلاد. وتأتي في سياق الجهود الحكومية لتعزيز القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة في المجتمع. وتشير التقارير إلى أن هناك إقبالاً متزايدًا على تعلم حفظ القرآن الكريم في السنوات الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم المسابقة في تشجيع المنافسة الإيجابية بين الشباب، وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد في حفظ وتلاوة القرآن الكريم. كما أنها توفر منصة للمواهب الشابة لعرض قدراتهم وإبداعاتهم في مجال القرآن الكريم.

ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن المسابقة قد تحتاج إلى مزيد من الدعم المالي والإعلامي لضمان وصولها إلى أوسع شريحة من الجمهور. كما أن هناك حاجة إلى تطوير آليات التقييم لضمان الحيادية والشفافية.

من المتوقع أن تعلن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن تفاصيل إضافية حول المسابقة، بما في ذلك شروط التسجيل ومواعيد التصفيات، في الأيام القليلة القادمة. وينتظر أن يتم الإعلان عن قائمة الفائزين في حفل ختام المسابقة الذي سيقام في شهر ديسمبر. وستراقب الوزارة عن كثب نتائج المسابقة لتقييم مدى نجاحها وتحديد الخطوات المستقبلية.

شاركها.