أطلقت شركة جوجل يوم الخميس نموذجها الجديد لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي “نانو بانانا برو” (Nano Banana Pro)، مما يوسع نطاق أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة للشركات والمستخدمين على حدٍ سواء. يشهد عام 2025 انتشارًا واسعًا لما يُطلق عليه “صور الذكاء الاصطناعي التجارية” في الإعلانات وعرض الهويات البصرية للشركات، وأصبح هذا النموذج الجديد جزءًا من هذه الموجة المتزايدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور. يأتي هذا الإطلاق بعد نجاح نموذج “نانو بانانا” الأولي الذي حقق شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
توسع جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور
يُعد نموذج “نانو بانانا برو” تحديثًا للنموذج الأصلي الذي تم إصداره في وقت سابق من هذا العام. وقد جذب النموذج الأصلي انتباه المستخدمين بقدرته على إنشاء صور شخصية وميمات فريدة من نوعها، مما أدى إلى انتشاره الفيروسي على منصات التواصل الاجتماعي. الآن، تهدف جوجل إلى الاستفادة من هذا النجاح من خلال تقديم نسخة أكثر قوة وموجهة للاستخدام التجاري.
ميزات جديدة تجذب الشركات
يتضمن الإصدار الجديد العديد من التحسينات التي تهدف إلى تلبية احتياجات الشركات، مثل القدرة على توليد صور بدقة 4K. بالإضافة إلى ذلك، يوفر “نانو بانانا برو” وصولاً مجانيًا للمستخدمين داخل تطبيق Gemini من جوجل، بينما يحصل مشتركو Google One المدفوعون على عدد إضافي من عمليات التوليد. ويُعتبر تحسين عرض النصوص داخل الصور من أبرز المزايا.
لطالما كانت دقة عرض النصوص تحديًا رئيسيًا في نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، حيث كانت تظهر غالبًا أخطاء إملائية أو تشوهات في الخط. تشير جوجل إلى أن “نانو بانانا برو” يمثل تحسنًا كبيرًا في هذا المجال، مما يجعله أكثر ملاءمة للاستخدام في المواد التسويقية والعروض التقديمية. وقالت نيكول بريشيتوفا، المسؤولة عن المنتج في جوجل DeepMind، أن الأخطاء الإملائية الصغيرة تكون ملحوظة للغاية وتؤثر على جودة الصورة النهائية.
الاعتماد على نموذج Gemini 3 Pro
يرجع هذا التحسين في جودة عرض النصوص إلى استخدام نموذج Gemini 3 Pro الأساسي الأكثر قوة. يتيح هذا النموذج الجديد إنتاج صور أكثر وضوحًا وتفصيلاً، مع دقة أكبر في عرض النصوص. ويعتبر Gemini 3 Pro أحدث وأكثر تطورًا في سلسلة نماذج Gemini من جوجل، وهو مصمم للتعامل مع مجموعة واسعة من المهام المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تم دمج “نانو بانانا برو” في تطبيقات Google Slides و Google Ads. يسمح هذا التكامل للمستخدمين بإنشاء عروض تقديمية جذابة بصريًا وإعلانات فعالة بسهولة أكبر، وذلك باستخدام الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا التوجه استراتيجية جوجل لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أدواتها الإنتاجية والتسويقية.
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التصميم
لا يقتصر تأثير “نانو بانانا برو” على الشركات الكبرى؛ فمن المتوقع أن يؤثر أيضًا على مجال التصميم بشكل عام. إن سهولة الوصول إلى أدوات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي قد تمكن الأفراد والشركات الصغيرة من إنشاء محتوى مرئي عالي الجودة بتكلفة أقل. هذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة المنافسة في سوق التصميم وظهور أساليب جديدة ومبتكرة. يُظهر التطور السريع في هذا المجال ضرورة التكيف مع التغيرات المستمرة.
ومع ذلك، يثير الانتشار الواسع للصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أيضًا بعض المخاوف، مثل إمكانية استخدامها في نشر المعلومات المضللة أو في انتهاك حقوق الملكية الفكرية. يتعين على المستخدمين والشركات أن يكونوا حذرين ويستخدموا هذه الأدوات بشكل مسؤول وأخلاقي. كما أن هناك حاجة إلى تطوير أطر تنظيمية وقوانية لتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وضمان حماية حقوق الأفراد والمجتمعات.
تتزايد المناقشات حول دور الذكاء الاصطناعي في الإبداع، وهل يمكن للآلات أن تحل محل المصممين والفنانين. يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية تساعد المصممين على تحسين عملهم وزيادة إنتاجيتهم، بينما يخشى آخرون من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان الوظائف في هذا المجال. يتفق معظم الخبراء على أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإبداع ستكون معقدة ومتغيرة، وأن المستقبل سيشهد تعاونًا وثيقًا بين البشر والآلات.
يُعد إطلاق “نانو بانانا برو” بمثابة خطوة إضافية في تطور تقنيات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، مما يساهم في زيادة انتشارها وتبنيها من قبل الشركات والمستخدمين. تستمر جوجل في الاستثمار في هذا المجال، ومن المتوقع أن يتم إطلاق المزيد من النماذج والأدوات المبتكرة في المستقبل القريب. يجب مراقبة التطورات التنظيمية والقانونية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتأكد من الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.
تقوم جوجل حاليًا بتقييم أداء النموذج الجديد وجمع ملاحظات المستخدمين لتحسينه بشكل مستمر. من المتوقع أن يتم إصدار تحديثات جديدة لـ “نانو بانانا برو” في الأشهر القادمة، مع إضافة المزيد من الميزات والتحسينات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل جوجل على تطوير نماذج أخرى لتوليد الصور والفيديو، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه النماذج في مؤتمر Google I/O القادم. يبقى التحدي في ضمان الجودة والدقة في توليد الصور، والتصدي للمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا.






