يرتفع سعر صرف اليورو مجدداً مقابل الدولار متجهاً لمستوى 1.20 دولار، مع رهان المستثمرين على استفادة العملة الأوروبية المشتركة في ظل تزايد التباين في مساري تحديد أسعار الفائدة بين بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي.

ارتفع سعر صرف اليورو 0.1% إلى 1.1780 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 24 يوليو، قبل أن يمحو مكاسبه قبيل قرار المركزي الأوروبي المرتقب صدوره الخميس.

تعزز أسواق عقود الخيارات هذا الاتجاه، عبر ما يُعرف باسم “عكس المخاطر” الذي يظهر تفاؤل المعنويات على مستوى كل تواريخ الاستحقاق. وتشير البيانات الصادرة عن شركة الإيداع والمقاصة “ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ” (Depository Trust & Clearing) إلى أن واحداً من كل ثلاثة رهانات متفائلة منذ الجمعة يستهدف تجاوز مستوى 1.20 دولار.

قال توماس بورو، المدير المشارك لعقود خيارات أسعار الصرف في “سوسيتيه جنرال” (Societe Generale)، إن سعر 1.18 دولار يمثل مستوى المقاومة الرئيسي التالي، حيث قد تسرّع أوامر وقف الخسائر وتيرة المكاسب.

تباطؤ سوق العمل يعزز خفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة

عزز ضعف بيانات الوظائف غير الزراعية، التي صدرت الأسبوع الماضي، مكاسب اليورو، إذ حفّز توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمعدل أكبر، وأثّر سلبياً على الدولار. في غضون ذلك، أوقف المركزي الأوروبي مؤقتاً دورة التيسير النقدي، وتقدر أسواق المال احتمال خفض البنك أسعار الفائدة بحلول ديسمبر بنسبة الثُلث فقط. ومن شأن التعديل المرجعي بالخفض لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة أن يدعم اليورو بشكل أكبر.

اقرأ أيضاً: الدولار يتجه لخسارته الأسبوعية الخامسة بعد بيانات وظائف تدعم خفض الفائدة

في ظل ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى منذ 2021، يرى بعض المحللين احتمالاً لخفض كبير في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

ويتوقع المحللون الاستراتيجيون في “ستاندرد تشارترد” (Standard Chartered) حالياً خفضاً بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع تحديد أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

قال جورج سارافيلوس، المدير العالمي لأبحاث أسعار الصرف في “دويتشه بنك”، إن “الدعم الدوري الأساسي للدولار يتراجع، ما ينعكس في تقلص كبير في فرق أسعار الفائدة بين منطقة اليورو والولايات المتحدة، الذي يتسق الآن مع القيمة المالية العادلة لسعر اليورو مقابل الدولار في نطاق يتراوح ما بين 1.18 و1.20”.

وأضاف: “من البديهي أن التخفيضات الإضافية لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي اعتباراً من الفترة الحالية سيُعزز دوافع المستثمرين الأجانب لحماية الأصول الدولارية”.

الأزمة السياسية في فرنسا قد تحد من ارتفاع اليورو

تجاهل اليورو المخاطر السياسية في فرنسا أيضاً، حيث ارتفع 0.4% الإثنين رغم خسارة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو تصويت على الثقة في البرلمان. وقد ارتفعت تكاليف التحوط من ارتفاع اليورو في الوقت نفسه.

اقرأ أيضاً: تضخم منطقة اليورو يتجاوز 2% معززاً توقعات الإبقاء على الفائدة دون تغيير

كتب محللو “دانسكه بنك” (Danske Bank) في مذكرة أن اتساع الفارق بين عائدات السندات الفرنسية قد يحد من ارتفاع اليورو، لكنهم لا يزالون يرون سعر صرف اليورو مقابل الدولار مقوماً بأقل من قيمته.

وأشار كبير الاقتصاديين في “بيرينبرغ” (Berenberg)، هولغر شميدينغ، إلى أن فرنسا قد تتعرض لخفض التصنيف الائتماني بعد سقوط بايرو، رغم أن احتمال حدوث أزمة شاملة لا يزال مستبعداً نظراً لحسابها الجاري شبه المتوازن.

المؤشرات الفنية تدعم اليورو

وأضاف: “سيتعين على رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أن تنتقي كلماتها بعناية الخميس المقبل، كي لا تشير إلى احتمال تدخل البنك لإنقاذ دولة تواصل أخطاءها المالية دون ندم، ولا تتخذ في الوقت نفسه موقفاً متشدداً يثير اضطراب في أسواق لا تزال تُحسن الظن في فرنسا”.

تتحول المؤشرات الفنية إلى اتجاه يدعم اليورو؛ فتشكَل ما يُعرف باسم “خط الاتجاه الصاعد” (Bullish Belt Hold Line) في الرسم البياني الشهري، ما يشير إلى احتمال عودة اليورو إلى أعلى مستوياته مقابل الدولار في يوليو عند 1.1829 دولار.

وعلى المدى القصير يظهر ما يُعرف باسم “مؤشر الخوف والطمع” (fear-greed indicator) اتخاذ الرهانات على ارتفاع اليورو أقوى المراكز الاستثمارية منذ أكثر من شهرين.

شاركها.