واصلت أسهم شركة لوسيد موتورز (Lucid Group) تراجعها في الأداء، حيث استمرت الخسائر الفادحة في التراكم، واعتمدت الشركة الناشئة في مجال السيارات الكهربائية على مبيعات أسهم مخفضة لتغطية النفقات. هذا الوضع يثير تساؤلات جدية حول جدوى الاستثمار طويل الأجل في لوسيد، خاصةً مع وجود منافس أقوى يقدم للمستثمرين عرضًا أفضل من حيث المخاطر والعائد المحتمل.

تراجع أسهم لوسيد: هل حان وقت إعادة النظر في الاستثمار في السيارات الكهربائية؟

انخفض سعر سهم لوسيد بأكثر من 60٪ منذ بداية العام، متخلفًا بشكل كبير عن أداء مؤشر S&P 500 الذي ارتفع بنحو 13٪ خلال نفس الفترة. على الرغم من أن الأداء السابق لا يضمن نتائج مماثلة في المستقبل، إلا أن المستثمرين يجب أن يدرسوا بعناية المخاطر المرتبطة بالاستمرار في الاحتفاظ بأسهم لوسيد.

يعود تاريخ تراجع أداء لوسيد إلى عدة سنوات مضت. ففي عام 2021، عندما أعلنت شركة استحواذ ذات أغراض خاصة (SPAC) عن نيتها إدراج لوسيد في البورصة، بلغ سعر السهم ما يصل إلى 580.50 دولارًا أمريكيًا (بعد التعديل للانقسامات). بالمقارنة مع السعر الحالي، فقدت الشركة أكثر من 98٪ من قيمتها.

على الرغم من جهود لوسيد المتواصلة لزيادة الإنتاج والمبيعات، إلا أن معدل استهلاك النقد لا يزال مرتفعًا للغاية. فقد ارتفعت الإيرادات في الربع الذي انتهى في 30 سبتمبر 2023 إلى 336.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 68٪ على أساس سنوي، إلا أن التدفق النقدي التشغيلي انخفض بشكل كبير إلى 756.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 63.5٪ مقارنة بالربع السابق.

ولمواجهة هذه الخسائر، لجأت لوسيد بشكل متكرر إلى إصدار أسهم جديدة وسندات قابلة للتحويل، وغالبًا ما كانت هذه المبيعات موجهة إلى صندوق الاستثمار العام السعودي (PIF)، المساهم الأكبر في الشركة. وقد ساهم هذا التخفيف في قيمة الأسهم بشكل كبير في انخفاض سعر السهم على المدى الطويل، ومن المرجح أن يؤدي استمرار استهلاك النقد إلى مزيد من التآكل في قيمته.

تغيرات السياسات الحكومية وتأثيرها على سوق السيارات الكهربائية

شهدت السياسات الحكومية الأمريكية المتعلقة بالسيارات الكهربائية تغييرات مؤخرًا، مما أدى إلى تباطؤ المبيعات المحلية. ومع ذلك، لا تزال التوقعات طويلة الأجل تشير إلى أن السيارات الكهربائية ستشكل حصة متزايدة من سوق السيارات العالمي. فقد ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم بنسبة 21٪ هذا العام، مما يؤكد النمو المستمر لهذا القطاع.

ريفيان: بديل واعد للاستثمار في السيارات الكهربائية

في ظل هذه الظروف، يرى العديد من المحللين أن شركة ريفيان أوتوموتيف (Rivian Automotive) قد تكون خيارًا استثماريًا أقوى. من المتوقع أن تطلق ريفيان سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات الكهربائية R2 في النصف الأول من العام المقبل، مما قد يمثل نقطة تحول في قدرتها على زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد.

تمتلك لوسيد أيضًا سيارة مماثلة، وهي Gravity، ولكن من المقرر إطلاقها في وقت لاحق من عام 2026. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع ريفيان بمستوى سيولة يبلغ 7.7 مليار دولار، مما قد يكون كافيًا لتمويل زيادة إنتاج R2 دون الحاجة إلى المزيد من التمويل المخفض.

علاوة على ذلك، قد لا تحتاج ريفيان إلى الاعتماد على التمويل المخفض في المستقبل، خاصةً إذا حققت R2 نجاحًا تجاريًا. في المقابل، تعتمد لوسيد بشكل كبير على صندوق الاستثمار العام السعودي لتغطية خسائرها، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تحويل هذا الدين إلى أسهم، وبالتالي تخفيف قيمة الأسهم الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، تحقق ريفيان تقدمًا ملحوظًا في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية، مما يعزز مكانتها التنافسية في سوق السيارات الكهربائية. بناءً على هذه العوامل، يرى العديد من المستثمرين أن ريفيان تمثل خيارًا أفضل من لوسيد للاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية.

من المتوقع أن تشهد سوق السيارات الكهربائية مزيدًا من التطورات والابتكارات في السنوات القادمة. سيكون من المهم متابعة أداء كل من لوسيد وريفيان، بالإضافة إلى التغيرات في السياسات الحكومية والظروف الاقتصادية، لتقييم المخاطر والفرص الاستثمارية بشكل دقيق. من الضروري إجراء بحث شامل وتقييم دقيق قبل اتخاذ أي قرار استثماري في هذا القطاع الديناميكي.

شاركها.