أعلنت وزارة الثقافة والشباب عن تتويج ثلاثة فائزين في مسابقة “ابتكارات الترفيه”، وهي مبادرة تهدف إلى دعم المشاريع الإبداعية في قطاع الترفيه. تم الإعلان عن الفائزين في حفل أقيم في مسقط يوم الأحد الماضي، حيث تسلموا جوائزهم التي تشمل تمويلاً للمشاريع وتوجيهاً إرشادياً. تهدف المسابقة إلى تعزيز ابتكارات الترفيه وتشجيع رواد الأعمال على تطوير أفكار جديدة ومبتكرة في هذا المجال الحيوي.

الفائزون هم: فريق “حكايات عمانية” لمشروعهم الذي يركز على إنتاج محتوى رقمي تفاعلي يعتمد على الفلكلور العماني، وشركة “نغمات المستقبل” لتطبيق موسيقي مبتكر يربط الموسيقيين المحليين بالجمهور، والمبدع الفردي سالم الهاشمي لتصميمه لعبة فيديو تعليمية للأطفال. وقد تم اختيارهم من بين أكثر من 150 مشاركاً تقدموا للمسابقة من مختلف أنحاء السلطنة.

أهمية مسابقة ابتكارات الترفيه في دعم القطاع الثقافي

تأتي مسابقة “ابتكارات الترفيه” في إطار جهود وزارة الثقافة والشباب لتنويع الاقتصاد وتعزيز دور القطاعات الثقافية والإبداعية في التنمية المستدامة. تعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية، بما في ذلك الترفيه، محركات رئيسية للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى مساهمتها في تعزيز الهوية الوطنية والتراث الثقافي.

معايير الاختيار والتقييم

اعتمدت لجنة التحكيم في المسابقة على مجموعة من المعايير لتقييم المشاركات، بما في ذلك الأصالة والابتكار، الجدوى الاقتصادية، التأثير الاجتماعي والثقافي، وجودة التنفيذ. كما تم إيلاء اهتمام خاص للمشاريع التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة وتقدم حلولاً إبداعية للتحديات التي تواجه قطاع الترفيه.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن الوزارة، فقد تم التركيز على المشاريع التي تساهم في جذب الشباب وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والترفيهية. هذا يتماشى مع رؤية السلطنة 2040 التي تولي أهمية كبيرة لتطوير رأس المال البشري وتمكين الشباب.

تفاصيل المشاريع الفائزة

مشروع “حكايات عمانية” يهدف إلى تحويل القصص والأساطير العمانية التقليدية إلى تجارب رقمية تفاعلية، باستخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي. يهدف الفريق إلى تقديم هذه القصص للأجيال الشابة بطريقة مشوقة وجذابة، مع الحفاظ على أصالة التراث العماني.

أما تطبيق “نغمات المستقبل”، فهو منصة رقمية تتيح للموسيقيين العمانيين عرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور مباشرة. يوفر التطبيق أدوات لإنتاج وتسويق الموسيقى، بالإضافة إلى فرص للتعاون والتواصل مع فنانين آخرين. ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو دعم وتمكين المواهب الموسيقية المحلية.

فيما يتعلق بلعبة الفيديو التعليمية التي صممها سالم الهاشمي، فهي تستهدف الأطفال في المرحلة الابتدائية وتهدف إلى تعليمهم مهارات أساسية في الرياضيات والعلوم بطريقة ممتعة وتفاعلية. تعتمد اللعبة على عناصر اللعب والتحدي لتحفيز الأطفال على التعلم واكتساب المعرفة. وتشكل هذه اللعبة إضافة قيمة إلى المحتوى التعليمي الرقمي المتاح للأطفال في السلطنة.

بالإضافة إلى الجوائز المالية، سيحصل الفائزون على برامج إرشادية متخصصة لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم وتسويقها بنجاح. ستشمل هذه البرامج ورش عمل ودورات تدريبية ولقاءات مع خبراء في مجال الترفيه وريادة الأعمال.

تأتي هذه المبادرة في سياق اهتمام متزايد بقطاع الترفيه في السلطنة، حيث تشهد العديد من المدن نمواً ملحوظاً في عدد الفعاليات والمهرجانات الثقافية والترفيهية. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على الأنشطة الترفيهية من قبل السكان والزوار، ويؤكد أهمية الاستثمار في هذا القطاع.

وتشير التقارير إلى أن قطاع السياحة الترفيهية يشهد تطوراً كبيراً في المنطقة، مما يتطلب تطوير منتجات وخدمات ترفيهية متنوعة ومبتكرة لتلبية احتياجات السياح. وتعتبر مسابقة “ابتكارات الترفيه” خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق هذا الهدف.

من الجانب الاقتصادي، يساهم قطاع الترفيه في زيادة الإيرادات الحكومية وتوفير فرص عمل للشباب. ووفقًا لوزارة الاقتصاد، فإن مساهمة القطاعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة آخذة في الارتفاع بشكل مطرد.

في المقابل، يواجه قطاع الترفيه في السلطنة بعض التحديات، مثل نقص التمويل والخبرة، وصعوبة الوصول إلى الأسواق، والمنافسة الشديدة من الشركات الأجنبية. ولذلك، فإن دعم المشاريع الناشئة والمبتكرة في هذا القطاع يعتبر أمراً ضرورياً للتغلب على هذه التحديات وتحقيق النمو المستدام.

تعتبر هذه المسابقة جزءًا من خطة أوسع لتعزيز الصناعات الإبداعية في السلطنة، والتي تشمل أيضًا دعم الفنون الأدائية، والنشر، والتصميم، والأفلام. تهدف هذه الخطة إلى تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي للإبداع والابتكار.

من المتوقع أن تعلن وزارة الثقافة والشباب عن تفاصيل الدورة القادمة من مسابقة “ابتكارات الترفيه” في الأشهر القليلة القادمة. سيتم تخصيص ميزانية أكبر للمسابقة في الدورة القادمة، وسيتم إضافة فئات جديدة للمشاريع.

سيتم أيضًا التركيز على تطوير الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والبحثية لتعزيز دعم المشاريع الإبداعية. ومن الأمور التي يجب متابعتها، مدى استجابة القطاع الخاص للمبادرة، وكيفية تحويل الأفكار الفائزة إلى مشاريع قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

شاركها.