أعلن مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام روسية رسمية، اليوم الخميس، عن تبادل جديد لجثث الجنود القتلى بين البلدين، بينما واجهت خطة سلام أمريكية لأوكرانيا معارضة من دول أوروبية. يأتي هذا التطور في ظل استمرار القتال وتبادل الاتهامات بين الطرفين، مما يعقد جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا.
أفاد مركز أسرى الحرب التابع للحكومة الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام باستعادة ألف جثمان لجنود أوكرانيين، بينما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن موسكو استعادت 30 جثة. وتأتي هذه الخطوة في إطار اتفاق سابق تم التوصل إليه خلال مفاوضات إسطنبول في يونيو الماضي، والذي يشمل تبادل الجثث والأسرى.
أوروبا ترفض خطة السلام الأمريكية
رفضت دول أوروبية خطة سلام لأوكرانيا تدعمها الولايات المتحدة، وفقًا لمصادر إخبارية. وتتضمن الخطة شروطًا قد تتطلب من أوكرانيا التخلي عن أراضٍ ونزع سلاحها جزئيًا، وهي شروط تعتبرها كييف وحلفاؤها بمثابة استسلام.
صرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قبيل اجتماع لوزراء خارجية التكتل، بأنه يجب إشراك الأوكرانيين والأوروبيين في أي خطة سلام ناجحة. وأكد جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، أن “السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام”، مشددًا على حرص الأوروبيين على تحقيق “سلام عادل ودائم”.
ردود الفعل على الخطة
أفاد مسؤول أوكراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الخطة الأمريكية الجديدة تتضمن شروطًا سبق أن طرحتها روسيا، والتي تعتبرها أوكرانيا بمثابة استسلام. في المقابل، صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن أي خطة لإحلال السلام يجب أن تعالج الأسباب الجذرية للصراع.
تطورات عسكرية ميدانية
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 22 شخصًا ما زالوا في عداد المفقودين بعد الضربة الروسية على مدينة تيرنوبل غرب البلاد، والتي أسفرت عن مقتل 26 شخصًا، بينهم 3 أطفال، وإصابة أكثر من 90 آخرين. ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين بين الأنقاض.
بالتزامن مع ذلك، أدى هجوم روسي واسع النطاق على مناطق غرب البلاد إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 400 ألف مستهلك أوكراني، وانخفاض إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة النووية الأوكرانية. وتشكل هذه الهجمات تحديًا كبيرًا للبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 4 صواريخ من طراز “ستورم شادو”. وتتبادل الأطراف المتحاربة باستمرار بيانات حول الخسائر والإنجازات العسكرية، مما يصعب التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل.
تستمر جهود الوساطة الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة، لكن المفاوضات لا تزال متعثرة. ومن المتوقع أن تستمر المعارك وتبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا في المدى القصير، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب ردود الفعل على خطة السلام الأمريكية، وأي تطورات جديدة في المفاوضات، والوضع الميداني في أوكرانيا خلال الأسابيع القادمة.






