من غير المرجح أن تحصل مركبات الأجرة الطائرة التي تعمل بالبطارية التابعة لشركة “آرتشر أفييشن” (Archer Aviation Inc) على اعتماد في الإمارات قبل نهاية العام، ما يعني أن رحلات الركاب لن تبدأ قبل مطلع عام 2026، بحسب أشخاص مطلعين. 

وكانت الجهات التنظيمية في دولة الإمارات تتوقع صدور الترخيص هذا العام، بحسب المطلعين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالإدلاء بتصريحات. وأضافوا أن عملية المراجعة تستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، دون تحديد سبب لذلك. 

قال أحد الأشخاص إن شركة “آرتشر” وشركاءها في أبوظبي يخططون حالياً لبدء رحلات نقل الركاب العام المقبل، وهو ما يشكّل تغييراً عن خططها في فبراير الماضي، حين أعلنت الشركة، ومقرها في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، أنها تستهدف تنفيذ أول رحلة ركاب “في وقت لاحق من العام الجاري”.

تحظى الجداول الزمنية الطموحة لشركة “آرتشر” ومنافسيها بمتابعة دقيقة من المستثمرين؛ نظراً لحجم الاستثمارات الذي يبلغ مليارات الدولارات، والتحديات المرتبطة بإدخال نوع جديد من الطائرات إلى السوق.

قد يهمك: أبوظبي تستثمر الملايين لتسريع بدء عمليات التاكسي الطائر

تغير جدول الطيران في الإمارات

الجدول الزمني المعلن من جانب “آرتشر” قد تغيّر فيما يبدو. وكانت الشركة أعلنت في 27 فبراير أنها تستهدف تنفيذ أول رحلة ركاب لطائرتها “ميدنايت” (Midnight) التي تعمل بالبطارية في أبوظبي بنهاية العام الجاري. إلا أن البيان نفسه على موقع الشركة الإلكتروني لا يتضمن الآن الإشارة إلى استهداف عام 2025، رغم بقاء بقية التفاصيل دون تغيير.

ومنذ ذلك الإعلان في فبراير، أكدت الشركة في أكثر من مناسبة أنها تخطط للإطلاق في الإمارات هذا العام. وأوضح شخص مطلع على عمليات “آرتشر” أن تعريف الشركة الداخلي للإطلاق التجاري يشمل مراحل مثل تدريب الطيارين، وإدخال التعديلات اللازمة على البنية التحتية القائمة، وتوقيع الشراكات، لكنه لا يعني بالضرورة جاهزية الطائرات للطيران، على حد قوله.

لم ترد الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات على طلبات التعليق، بينما قالت “آرتشر” رداً على الاستفسارات إن هدفها هو “إطلاق خدمات التاكسي الطائر في أبوظبي في أسرع وقت ممكن”.

الشركة أضافت في ردها: “نحن فخورون للغاية بالتقدم المستمر الذي نحرزه مع الهيئة العامة للطيران المدني وشركائنا في دولة الإمارات”، لكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل.

تعد التأخيرات في إجراءات الاعتماد أمراً شائعاً في صناعة الطيران، حتى بالنسبة للشركات الكبرى مثل “إيرباص” و”بوينغ”. وأعلنت بعض الشركات الأوروبية الناشئة، مثل “ليليوم” (Lilium) و”فولوكوبتر” (Volocopter)، إفلاسها.

أما شركة “جوبي أفييشن” (Joby Aviation Inc)، المنافسة الرئيسة لـ”آرتشر” في الولايات المتحدة، فقد عدّلت جدولها الزمني لاعتمادها في الإمارات خلال فبراير، مشيرة إلى أن رحلات الركاب الأولى في دبي قد تُنفّذ إما في وقت لاحق من هذا العام أو في مطلع عام 2026.

اقرأ أيضاً: التاكسي الطائر يبدأ التحليق في سماء دبي في 2025

تسريع اعتماد الطيران في دول أخرى

تعمل شركتا “آرتشر” و”جوبي” على إدخال طائراتهما الكهربائية بالكامل إلى الخدمة التجارية في دولة الإمارات، بالتوازي مع سعيهما للحصول على اعتماد إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة. قال الرئيس التنفيذي لـ”آرتشر”، آدم غولدستاين، في مقابلة مع “تلفزيون بلومبرغ” في يونيو، إن التقدم المحرز في الإمارات سيسهم في تسريع إجراءات الاعتماد في أسواق أخرى.

أضاف غولدستاين حينها: “الهدف هو بدء العمليات التجارية فعلياً هذا العام في الإمارات، وهو ما سيمنحنا فرصة لإطلاق هذه الطائرات فعلياً، واستعراض قدراتها أمام الجميع”.

تُعرف هذه الطائرات باسم “إي في تول” (EVTOL)، أي طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، ومن المتوقع أن تحل محل بعض الرحلات المروحية من خلال خدمات أقل كلفة وأقل تلوثاً، إلى جانب منافستها لخدمات التنقل من وإلى المطارات مثل “أوبر”.

طالع أيضاً: استعداداً لإطلاق خدمة “التاكسي الطائر”.. دبي تتسلم أولى طائرات “جوبي” 

لكن لا يزال يصعب التنبؤ بموعد إطلاق هذه الطائرات، نظراً لتعدد مراحل الاعتماد التنظيمي، وحذر الجهات المختصة بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بإطلاق فئة جديدة كلياً من الطيران التجاري. وفي حالة الإمارات، لم يسبق للهيئة العامة للطيران المدني أن اضطلعت بدور الجهة الأساسية لاعتماد طائرة ركاب كبيرة.

أحرزت “آرتشر” تقدماً في تطوير طائرتها “ميدنايت”، وهي طائرة يقودها طيار وتتسع لأربعة ركاب، وتعمل بواسطة 12 مروحة، ست منها قابلة للدوران للإقلاع العمودي. أجرت الشركة رحلة تجريبية في يوليو الماضي، وقال غولدستاين في مكالمة مع المستثمرين في أغسطس إن الشركة تتوقع أن تبدأ النسخة التي سيجري إطلاقها في الإمارات في تحقيق تدفقات نقدية خلال العام الجاري.

تتعاون “آرتشر” في الإمارات مع شركة “طيران أبوظبي” المملوكة للدولة، وهي أكبر مشغل للطائرات المروحية في الإمارة. كما وقّع مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية مع الشركة لاستثمار مئات ملايين الدولارات في مشروع التاكسي الطائر، معظمها على شكل حوافز مرتبطة بالإنتاج والتشغيل والأنشطة ذات الصلة.

اختارت “آرتشر” أبوظبي لتكون مقرها الدولي، وأعلنت عن خط سير أولي بين الإمارة وجزيرة “نخلة جميرا” في دبي. كما قالت الشركة إنها تخطط لتنفيذ رحلات استعراضية تجريبية للركاب قبل بدء التشغيل التجاري الكامل.

خلال المكالمة ذاتها في أغسطس، طُلب من غولدستاين عرض خريطة طريق لأنشطة “آرتشر” في الإمارات خلال 12 إلى 18 شهراً المقبلة، فقال: “سنواصل توسيع أسطولنا من الآن وحتى النصف الأول من العام المقبل، وسنحصل على الترخيص التجاري من الهيئة العامة للطيران المدني لبدء الطيران. سنبدأ الرحلات الاستعراضية التي ستحاكي المسارات الفعلية للركاب على البنية التحتية التي أشرنا إليها، قبل الانتقال إلى التشغيل التجاري الكامل لاحقاً”.

شاركها.