حذر محامٍ متخصص في الجرائم الإلكترونية من أساليب جديدة يستخدمها المحتالون لاستغلال المستخدمين عبر الإنترنت. وتتعلق هذه الأساليب بوجود ثغرات تقنية في التطبيقات والمواقع الإلكترونية، مما يتيح للمحتالين الوصول إلى بيانات شخصية حساسة. وقد ازدادت عمليات الاحتيال الإلكتروني في الآونة الأخيرة، خاصة مع تزايد الاعتماد على الخدمات الرقمية.

جاء التحذير خلال ندوة حول الأمن السيبراني نظمتها جمعية المحامين في الرياض، حيث أوضح المحامي أن هذه الأساليب تستهدف بشكل خاص المستخدمين الذين لا يتبعون إجراءات أمنية كافية لحماية حساباتهم وبياناتهم. وتتنوع هذه الأساليب بين التصيد الاحتيالي، والبرامج الضارة، واستغلال الثغرات في التطبيقات، والاحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الثغرات التقنية والاحتيال الإلكتروني: أساليب جديدة يجب الحذر منها

تزايدت المخاوف بشأن الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المسجلة للاحتيال الإلكتروني خلال العام الماضي. وقد أطلقت الجهات الأمنية العديد من الحملات التوعوية لتحذير المواطنين من هذه المخاطر، وتوعيتهم بأهمية حماية بياناتهم الشخصية. وتشير التقارير إلى أن غالبية الضحايا يقعون ضحية لعمليات احتيال بسيطة يمكن تجنبها باتباع بعض الإجراءات الأمنية الأساسية.

التصيد الاحتيالي (Phishing)

يعتبر التصيد الاحتيالي من أكثر الأساليب شيوعًا التي يستخدمها المحتالون. ويعتمد هذا الأسلوب على إرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تبدو وكأنها صادرة من جهات رسمية أو شركات موثوقة، مثل البنوك أو شركات الاتصالات. تهدف هذه الرسائل إلى خداع المستخدمين وإقناعهم بالكشف عن معلوماتهم الشخصية، مثل أرقام الحسابات البنكية أو كلمات المرور.

استغلال الثغرات في التطبيقات والمواقع

تعتبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية عرضة للثغرات التقنية التي يمكن للمحتالين استغلالها للوصول إلى بيانات المستخدمين. قد تكون هذه الثغرات ناتجة عن أخطاء في البرمجة أو عدم تحديث التطبيقات والمواقع بشكل دوري. ينصح الخبراء بتحديث التطبيقات والمواقع بشكل منتظم، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات لحماية الأجهزة من البرامج الضارة.

الاحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للمحتالين، حيث يمكنهم إنشاء حسابات وهمية للتواصل مع المستخدمين وكسب ثقتهم. قد يقوم المحتالون بتقديم عروض وهمية أو طلب المساعدة المالية، أو نشر روابط ضارة تؤدي إلى سرقة البيانات الشخصية. ينصح المستخدمون بتوخي الحذر عند التعامل مع الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية مع أي شخص غير موثوق به.

البرامج الضارة (Malware)

تعتبر البرامج الضارة من أخطر التهديدات التي تواجه المستخدمين عبر الإنترنت. يمكن أن تتسلل هذه البرامج إلى الأجهزة عبر رسائل البريد الإلكتروني أو المواقع الإلكترونية المصابة، وتقوم بسرقة البيانات الشخصية أو تعطيل عمل الجهاز. ينصح الخبراء بتثبيت برامج مكافحة الفيروسات وتحديثها بشكل دوري، وتجنب فتح رسائل البريد الإلكتروني أو الروابط المشبوهة.

بالإضافة إلى ذلك، يركز المحامون على أهمية استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، وتغييرها بشكل دوري. كما ينصحون بتفعيل خاصية التحقق بخطوتين (Two-Factor Authentication) لحماية الحسابات من الاختراق. وتشير وزارة الداخلية إلى أن الإبلاغ عن أي عملية احتيال إلكتروني يعتبر أمرًا ضروريًا للمساعدة في القبض على المحتالين وحماية الآخرين.

الأمن السيبراني أصبح ضرورة ملحة في العصر الرقمي، ويتطلب تعاونًا بين الأفراد والجهات الحكومية والقطاع الخاص. وتعمل الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية على تطوير البنية التحتية للأمن السيبراني، وتحديث القوانين واللوائح المتعلقة بالجرائم الإلكترونية. كما تطلق حملات توعوية مستمرة لتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية حماية بياناتهم الشخصية.

الاحتيال المالي هو أحد الأشكال الشائعة للاحتيال الإلكتروني، حيث يقوم المحتالون بسرقة الأموال من حسابات الضحايا. قد يتم ذلك عن طريق الحصول على معلومات بطاقات الائتمان أو أرقام الحسابات البنكية، أو عن طريق اختراق الحسابات المصرفية. ينصح البنوك بتوخي الحذر عند إجراء المعاملات المالية عبر الإنترنت، واستخدام وسائل الدفع الآمنة.

من المتوقع أن تستمر الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية في تكثيف جهودها لمكافحة الجرائم الإلكترونية، وتطوير آليات الحماية من الثغرات التقنية. ومن المقرر أن تعقد وزارة الداخلية ورشة عمل في شهر نوفمبر القادم لمناقشة أحدث التحديات في مجال الأمن السيبراني، ووضع خطط لمواجهتها. ومع ذلك، يبقى التوعية والتعليم هما السلاح الأقوى في مواجهة هذه الجرائم، حيث أن المستخدمين الواعين هم الأقل عرضة للوقوع ضحية لعمليات الاحتيال.

شاركها.