زغردوا يا أمهات الشهداء.. سقط الطاغية بشار الأسد.. عبارة دوى صداها في أنحاء سوريا مع إشراقة شمس الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، معلنةً نهاية حكم آل الأسد. بعد دخول الثوار إلى دمشق، أعلن المؤذن باسم جذوب من جامع المنصور في طرطوس هروب الرئيس السوري المخلوع، في لحظة تاريخية لا تزال عالقة في أذهان السوريين. هذه الذكرى السنوية لتحرير سوريا، والتي تصادف اليوم 8 ديسمبر 2025، أعادت إحياء مشاعر الفرح والأمل لدى الشعب السوري.
مر عام كامل على سقوط النظام، ولا يزال السوريون يستذكرون تلك اللحظات الفارقة. ففي الثامن من ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولاً جذرياً بعد سنوات من الصراع والمعاناة. وقد شارك السوريون في الداخل والخارج في إحياء هذه الذكرى، معبرين عن تفاؤلهم بمستقبل أفضل لبلادهم. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لتلك اللحظات التاريخية، مع هاشتاجات تعبر عن الفرح والانتصار.
ذكرى سقوط النظام: عام من التغيير والتحديات
تأتي هذه الذكرى السنوية في ظل تحديات كبيرة تواجه سوريا، بما في ذلك إعادة الإعمار، والتعامل مع آثار الحرب، وتحقيق المصالحة الوطنية. ومع ذلك، يرى السوريون أن سقوط النظام هو خطوة أساسية نحو بناء مستقبل أفضل. فقد انتهى بذلك حكم استمر لأكثر من خمسين عاماً، اتسم بالقمع والاستبداد.
وفي الذكرى الأولى لتحرير سوريا، استعاد المغردون تلك اللحظات التاريخية، وكتب أحدهم: “ما أجملها من ذكرى… وما أروع لحن صوته وهو يقول: جاءنا المدد من الله… سقط الطاغية بشار الأسد… زغردن يا أمهات الشهداء… والله شعور لن ننساه ما حيينا… إنها لحظات فاصلة في تاريخ كل سوري حر شريف، وفي تاريخ سوريا الحديثة”.
تأثير سقوط النظام على الوضع الإنساني
سقوط النظام كان له تأثير كبير على الوضع الإنساني في سوريا. فقد تم إطلاق سراح العديد من المعتقلين، وتحسين الأوضاع المعيشية في المناطق المحررة. ومع ذلك، لا يزال هناك ملايين السوريين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى. وتعمل العديد من المنظمات الدولية والمحلية على تقديم المساعدة للسوريين المتضررين من الحرب.
ورأى ناشطون أن عاما مضى، لكن آثار جرائم النظام ما زالت محفورة في ذاكرة السوريين، وفي كل مدينة وبلدة وبيت طاله القصف والقتل والتهجير. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة إلى جهود كبيرة لإعادة بناء سوريا، وتحقيق العدالة للضحايا.
العدالة والمحاسبة: مطالب أساسية للشعب السوري
أكد السوريون من جديد أن المحاسبة على جرائم النظام حق لا يسقط بالتقادم، وأن العدالة ستظل مطلباً أساسياً لا يمكن التنازل عنه. وطالبوا بمحاكمة عادلة ومنصفة لجميع المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري. ويرى الكثيرون أن تحقيق العدالة هو شرط أساسي لتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء مستقبل مستقر ل سوريا. العدالة الانتقالية هي موضوع نقاش متزايد بين الفصائل السياسية.
وفي هذه المناسبة، أكدوا أن المحاسبة حق لا يسقط بالتقادم، وأن العدالة ستظل مطلبا أساسيا لا يمكن التنازل عنه، ولو كان ثمنه ثورة جديدة. وطالبوا بمحاكمة عادلة تنصف الضحايا وتعيد الاعتبار لكل من عانى ودفع ثمنا غاليا من أجل الحرية والكرامة. إعادة بناء سوريا تتطلب أولاً تحقيق العدالة.
وقال آخرون “يوم هروب بشار الأسد، يوم لا يشبه سائر الأيام في وجدان كل سوري حر. يحق للشعب السوري أن يفرح بهذا اليوم بعد أكثر من 50 عاما من حكم الأسد”.
وتشير التقديرات إلى أن عملية إعادة الإعمار ستستغرق سنوات عديدة، وستتطلب استثمارات ضخمة. ومع ذلك، يرى السوريون أن إعادة بناء بلدهم هو واجب وطني، وأنهم مستعدون لبذل كل ما في وسعهم لتحقيق هذا الهدف. المستقبل السياسي لسوريا لا يزال غير واضح، لكن هناك إجماعاً على أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مصيره.
مع مرور عام على سقوط النظام، يظل مستقبل سوريا غير مؤكد. وتتوقف الخطوات التالية على قدرة السوريين على التغلب على التحديات، وتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان. ومن المتوقع أن تشهد سوريا في الأشهر القادمة تطورات سياسية واقتصادية مهمة، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة، وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان مشاركة جميع السوريين في عملية بناء مستقبل بلدهم، وتحقيق العدالة والكرامة للجميع.






